بالنسبة للمسافرين جواً، يبدو أن مصطلح "المطار الدولي" يشير بشكل طبيعي إلى أنه ينبغي أن يوفر خدمات الهجرة. لكن في الواقع هناك بعض الأماكن التي تسمى بالمطارات الدولية والتي لا تستطيع تقديم خدمات الهجرة. لماذا؟ في هذه المقالة سوف نستكشف الأسباب وراء هذه الظواهر ونحاول كشف ألغازها.
حسب التعريف العام، فإن ميناء الدخول هو نقطة دخول قانونية إلى بلد ما، وعادة ما يكون به موظفو أمن الحدود ومرافق للتحقق من جوازات السفر والتأشيرات، وتفتيش الأمتعة لضمان عدم تهريب أي شيء إلى داخل البلاد.
أولاً، دعونا نوضح ما هو المطار الدولي. بشكل عام، المطارات الدولية هي تلك التي تقدم خدمات الجمارك والهجرة، مما يجعلها بمثابة نقطة الدخول الأولية إلى البلاد للزائرين من الخارج. تتوفر في هذه المطارات عمومًا مناطق تفتيش خاصة بالهجرة لتوفير خدمات التفتيش والدخول للمسافرين. ومن المهم ملاحظة أن تسمية "الدولية" لا تعني عادة أن هذه المطارات سوف تقدم هذه الخدمات دائماً.
قدمت بعض المطارات الصغيرة تاريخيًا خدمات الطيران الدولية، ولكن مع مرور الوقت، ربما تم إنهاء هذه الخدمات بسبب التغييرات في الطلب على الطيران، ولكن لا تزال كلمة "الدولي" موجودة في اسم المطار.
هذا الوضع شائع في العديد من الأماكن، مثل مطار أوساكا الدولي في اليابان. بعد افتتاح مطار كانساي الدولي، أوقف مطار أوساكا الدولي جميع الخدمات الدولية وأصبح مطارًا محليًا بحتًا، لكن اسمه لا يزال يحتفظ بكلمة "دولي". وتشمل الأمثلة المشابهة مطار سونغشان في تايبيه، والذي قد يكون مربكاً في كثير من الأحيان، وخاصة بالنسبة للمسافرين لأول مرة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المطارات التي تسمى مطارات دولية ولكنها في الواقع تقتصر على الرحلات الداخلية. على سبيل المثال، داخل منطقة شنغن بالاتحاد الأوروبي، تعتبر الرحلات الجوية بين الدول الأعضاء رحلات داخلية، وبالتالي، وعلى الرغم من تسمية هذه المطارات "دولية"، فإنها لا تقدم في الواقع خدمات الدخول بالمعنى التقليدي.
وهناك سبب آخر لهذا الوضع وهو السياسة الوطنية. تختلف سياسات الدخول من دولة إلى أخرى. وقد تختار بعض الدول عدم إقامة نقاط تفتيش للدخول في مطارات معينة بسبب عوامل مثل الأمن ومراقبة الحدود. حتى بعض المطارات التي يتم تصنيفها على أنها دولية قد لا توفر خدمات واردة بسبب الطلب، مما سيجبر المطار على التحول ويصبح في نهاية المطاف مركزا للمسافرين المحليين فقط.في الواقع، قد تخدم العديد من المطارات الدولية رحلات شنغن الداخلية فقط، وقد لا تستوعب الرحلات الجوية من دول غير أعضاء في شنغن على الإطلاق.
وعلاوة على ذلك، في بعض الحالات المحددة، قد يكون هناك أشخاص عديمي الجنسية في المطار وقد يضطرون إلى البقاء في المطار لفترة طويلة بسبب قضايا الهجرة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك مهران كريمي ناصري، وهو مواطن إيراني يعيش في مطار شارل ديغول منذ ما يقرب من ثمانية عشر عامًا لأنه لم يتمكن من دخول فرنسا. وتكشف مثل هذه الحالات عن العلاقة الدقيقة بين المطارات الدولية وخدمات الهجرة.
على الرغم من أن العديد من المطارات تحمل تصنيف المطارات الدولية، ولكن إذا كانت هذه المطارات لا تقدم خدمات الهجرة، فما معنى هذه العلامة "الدولية" بالنسبة للركاب؟
في الولايات المتحدة، يختلف تعريف ميناء الدخول أيضًا عما هو شائع. وبموجب القانون الأمريكي، تعتبر العديد من المناطق من الناحية الفنية بمثابة موانئ دخول، على الرغم من أنها قد لا تحتوي بالضرورة على نقاط تفتيش حدودية فعلية. ولذلك، فإن بعض نقاط الدخول والخروج الحدودية الصغيرة لا تتوفر فيها مرافق دخول محلية كاملة، ولكن لا يزال مسموحاً بالمرور من خلالها. وقد أدى هذا الوضع أيضًا إلى احتفاظ بعض المطارات باسم "الدولي" فقط، لكنها لا تقدم خدمات الهجرة.
مع تغير الأوقات وتغير متطلبات الأمن، تواجه العديد من المطارات الدولية تحديات كبيرة في بيئة حركة الطيران المتطورة باستمرار. في عالمنا اليوم الذي يتسم بالعولمة، هل سيقومون بتحديث خدماتهم للتكيف مع المتطلبات الجديدة أم يستمرون في الوضع الراهن؟ ماذا يعني هذا الوضع بالنسبة للمسافرين؟وفي الختام، فإن حقيقة أن المطار الدولي قد لا يقدم خدمات الهجرة على الرغم من تسميته "مطاراً دولياً" تعكس تنوع وتعقيد السفر الجوي. ولعلنا يجب أن نفكر فيما إذا كان تعريف المطار الدولي لا يزال صالحا في هذا السياق؟