العقد هو اتفاق ملزم قانونًا بين طرفين أو أكثر ويتضمن عادةً نقل البضائع أو الخدمات أو الأموال أو الوعد بالمستقبل. ومع ذلك، لا تتطلب جميع العقود النظر فيها كعنصر، الأمر الذي أثار نقاشًا واسع النطاق في المجتمع القانوني. ص>
في الولايات القضائية التي تطبق القانون العام، يعد الاعتبار عنصرًا أساسيًا في صحة العقد، بينما في العديد من الولايات القضائية التي تطبق القانون المدني، تعتمد صحة العقد بشكل أساسي على اجتماع رأي الطرفين. ص>
بالنسبة لأنظمة القانون العام، العوض هو فعل يتم تقديمه أو الوعد به مقابل وعد من طرف آخر. على سبيل المثال، إذا وعد الطرف "أ" ببيع سيارة ووعد الطرف "ب" بدفع مبلغ معين، فإن أموال الطرف "ب" هي العوض. ويساعد وجود هذا الشرط على ضمان عدالة المعاملات، ويمنع التبادلات التعسفية بين المدفوعات المجانية والوعود المستقبلية، ويقلل من إساءة استخدام العقود. ص>
ومع ذلك، في العديد من أنظمة القانون المدني، وخاصة تلك المتأثرة بقانون نابليون، ليس من الضروري مراعاة الاعتبار لكي يكون العقد صالحًا. وبدلا من ذلك، تعتمد هذه القوانين أكثر على وجود الموافقة المتبادلة. على سبيل المثال، في القانون الألماني، يعتمد تكوين العقد على الموافقة وليس على اعتبار محدد. ص>
تؤكد "مبادئ العقود التجارية الدولية" الصادرة عن اليونيدروا أيضًا على أن إزالة شرط النظر يمكن أن يزيد اليقين في المعاملات التجارية ويقلل من حدوث النزاعات. ص>
وقد دفع هذا العلماء إلى التعمق في الأسباب التي تجعل بعض العقود تتطلب النظر فيها بينما قد لا تتطلب عقود أخرى ذلك. في نظرية العقد، هناك وجهة نظر مفادها أن تنفيذ العقد يعتمد على الفوائد الاقتصادية، وأن شرط الاعتبار يساعد على تعزيز بيئة عمل صادقة. ومن ناحية أخرى، ترى بعض النظريات القانونية أن جوهر العقد يكمن في الوفاء بالوعد، سواء كان هناك مقابل أم لا. ص>
بالإضافة إلى ذلك، مع تغير بيئة الأعمال والمعاملات، يتطور أيضًا فهم العقود والمقابل. ويتزايد عدد العقود الدولية التي تتبنى شروطاً أكثر مرونة، بل ويمكن إنشاء العقود دون اعتبار واضح. وهذا يعكس اتجاهاً في الأنشطة التجارية الحديثة يؤكد على حرية العقود وكفاءتها. ص>
يكشف تحليل طبيعة العقود والغرض منها في نظرية العقود عن وجهات نظر مختلفة حول الاعتبارات في ظل أنظمة قانونية مختلفة. ص>
على سبيل المثال، لا تشترط بعض البلدان تقديم الاعتبار لأنواع معينة من العقود، مثل عقود الهدايا. ويعتمد الأثر القانوني لهذا النوع من العقود على إرادة الأطراف ورضاهم، وبالتالي فإن عدم الاعتبار لن يؤثر على شرعية العقد. في هذه الحالة، تلعب نية الأطراف وثقتهم دورًا رئيسيًا في تكوين العقد. ص>
من منظور تاريخي، يعكس تطور العقود فهم العقود في سياقات ثقافية واقتصادية وقانونية مختلفة. في نظام القانون العام، ومع تراكم آراء المحكمة، تشكل قانون العقود كما نعرفه اليوم تدريجيًا، مما يؤكد على الموقف الأساسي للاعتبار. في نظام القانون المدني فإن الطبيعة الكتابية والهيكلية للقانون تجعله يظهر خصائص مختلفة في تطور العقود. ص>
في نهاية المطاف، فإن مسألة ما إذا كان النظر مطلوبًا هي بلا شك قضية عميقة ومهمة في قانون العقود. وفي سياق العولمة، يتطور فهم العقود أيضًا باستمرار في عملية التجارة عبر الوطنية والبحث عن اتفاقيات. عند مقارنة الاختلافات في الأنظمة القانونية لمختلف البلدان، ربما ينبغي لنا أن نفكر في: كيف ستؤثر متطلبات الاعتبار على أساليب معاملاتنا وسلوكياتنا القانونية في العقود التجارية المستقبلية؟ ص>