العلاج الحراري هو علاج طبي يتضمن تعريض أنسجة الجسم لدرجات حرارة عالية، عادة ما تكون بين 40 و45 درجة مئوية (104 و113 درجة فهرنهايت)، بهدف تعزيز موت الخلايا السرطانية. عند استخدامها مع العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، يمكن للحرارة العالية أن تزيد من حساسية هذه العلاجات، وبالتالي تحسين فعالية العلاج بشكل عام. اعتمادًا على نطاق التطبيق، يمكن أيضًا تقسيم ارتفاع الحرارة إلى أنواع مختلفة مثل ارتفاع الحرارة الموضعي وارتفاع الحرارة الإقليمي وارتفاع حرارة الجسم بالكامل.
غالبًا ما يتم استخدام ارتفاع الحرارة الموضعي لعلاج السرطانات القريبة من الجلد أو الفتحات الطبيعية لتسخين الورم دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
تعمل الحرارة الإقليمية على تسخين عضو أو طرف بأكمله بهدف إضعاف الخلايا السرطانية وجعلها أكثر عرضة للإشعاع والعلاج الكيميائي. بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد مجالات البحث الحالية هو رفع حرارة الجسم بالكامل، وخاصة لعلاج السرطان النقيلي.
آلية ارتفاع الحرارةيمكن للعلاج الحراري أن يقتل الخلايا السرطانية بشكل مباشر، ولكن الأهم من ذلك أنه يستخدم لمساعدة علاجات السرطان الأخرى، وتعزيز توصيل الدواء وتوزيع الكوليسترول والأكسجين، وبالتالي تحسين فعالية العلاج الإشعاعي. في درجات الحرارة المرتفعة، تصبح الخلايا السرطانية أكثر هشاشة وأكثر عرضة للعلاج الكيميائي.
يعود تاريخ استخدام الحرارة العالية إلى اليونان القديمة وروما، عندما بدأ الأطباء في استخدام الحرارة لعلاج الأورام.مع تقدم العلم والتكنولوجيا، يتم تحديث أساليب العلاج بالحرارة العالية باستمرار. أظهرت الأبحاث الحديثة نتائج واعدة في العلاج الجيني، وأجهزة ارتفاع الحرارة الجديدة، ومراقبة درجة الحرارة بشكل أكثر دقة، والتي يمكن أن تصبح جزءا رئيسيا من علاج السرطان في المستقبل.
على الرغم من أن ارتفاع الحرارة يعد علاجًا مساعدًا آمنًا نسبيًا، إلا أنه إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح، فقد يسبب آثارًا جانبية مثل الحروق السطحية وتلف الأنسجة والتورم وجلطات الدم.
ولذلك، فإن تصميم وتنفيذ العلاج بارتفاع الحرارة يتطلب مراقبة مهنية ومراقبة دقيقة من قبل الفنيين لتقليل المخاطر.
هناك العديد من طرق العلاج الحراري، بما في ذلك استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، والترددات الراديوية، والتسخين بالميكروويف، والتسخين بالمجال المغناطيسي وغيرها من التقنيات. التحدي المشترك لهذه الأساليب هو كيفية نقل الحرارة بشكل فعال ومتساوي إلى موقع الخلايا السرطانية مع ضمان سلامة الأنسجة السليمة المحيطة.