عند مواجهة الاكتئاب وأعراض القلق المختلفة، فإن اختيار الدواء المناسب هو العقبة الأولى التي يواجهها العديد من المرضى. لقد أظهر عقار زولوفت (الاسم العلمي: سيرترالين)، باعتباره مثبطًا انتقائيًا لإعادة امتصاص السيروتونين (SSRI)، مكانته الاستثنائية في اختيار مضادات الاكتئاب. في الولايات المتحدة، أصبح الزولوفت أحد الأدوية النفسية الأكثر وصفًا على نطاق واسع، وقد تم تأكيد فعاليته والاعتراف بها على نطاق واسع.
فعالية وتحمل زولوفت أعلى بشكل ملحوظ من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات من الجيل الأقدم في حالات مختلفة.
أظهرت الدراسات أن عقار الزولوفت فعال في تقليل أعراض القلق وتحسين نوعية الحياة.
مقارنة بمضادات الاكتئاب الأخرى، يعتبر عقار زولوفت فعالاً مثل جميع مضادات الاكتئاب من الجيل الجديد تقريباً. على سبيل المثال، عند مقارنة زولوفت بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الأخرى مثل الإسكيتامين، وجد أنه يتمتع بفعالية وقبول متفوقين في المرحلة الحادة. وأظهرت الدراسات أيضًا أن الزولوفت أكثر فعالية من الفلوكسيتين في علاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد، كما أن آثاره الجانبية أقل نسبيًا من الناحية السريرية. وهذا ما دفع العديد من الأطباء إلى تفضيل عقار الزولوفت عند وصفه.
على الرغم من أن الزولوفت أظهر تأثيرات علاجية جيدة لدى معظم المرضى، إلا أنه لا يمكن تجاهل آثاره الجانبية، بما في ذلك الغثيان، والأرق، والضعف الجنسي، وما إلى ذلك. تحدث هذه الآثار الجانبية غالبًا في وقت مبكر من العلاج وقد تتسبب في توقف المرضى عن العلاج. ومن الجدير بالذكر أنه مقارنة ببعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، فإن تحمل الدواء زولوفت أفضل، وخاصة في المرضى المسنين، حيث يكون مستقرا نسبيا ويكون معدل حدوث الآثار الجانبية أقل.
أظهرت الدراسات طويلة الأمد أن الزولوفت لا يسبب تغييرات كبيرة في الوزن لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، وهو أيضًا عامل في اختيار المرضى لهذا الدواء.
إذا أخذنا جميع العوامل في الاعتبار، فإن السبب وراء تميز عقار زولوفت بين العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب ليس فقط تأثيره العلاجي الجيد وتحمله العالي، ولكن أيضًا إمكانية تطبيقه على مجموعة متنوعة من حالات الصحة العقلية. وعلاوة على ذلك، ومع تزايد الأدلة السريرية، أصبح موقف زولوفت قوياً. ولكن في مواجهة هذه العلاجات الدوائية، هل ينبغي لنا أن نفكر بشكل أعمق في الأسباب الجذرية للاكتئاب وفي علاجات أكثر شمولاً؟