يعود نجاح هذا اللقاح إلى عدة عوامل رئيسية. أولاً، تعتمد عملية إنتاج لقاح ستيرن على التكنولوجيا التي ابتكرها لويس باستور في القرن التاسع عشر، والتي لا تجعل اللقاح فعالاً فحسب، بل تقلل أيضًا من المخاطر في عملية الإنتاج. في أبحاثه، يلتزم ماكس ستيرن بضبط مسببات الأمراض والمناعة في اللقاحات بدقة من أجل منع وقوع إصابات أثناء عملية التطعيم مسبقًا. وفي نهاية المطاف، نجح في إنتاج سلالة تسمى 34F2، وهي الآن الأساس للقاح الجمرة الخبيثة للماشية الذي يتم تصنيعه في كل بلد تقريبا.أصبحت لقاحات ستيرن الخيار القياسي للقاحات الدواجن والماشية بسبب فعاليتها الممتازة وسلامتها النسبية.
ورغم أن لقاح ستيرن حقق نتائج ملحوظة بالنظر إلى التكنولوجيا المتاحة في ذلك الوقت، إلا أن شعبيته لم تكن بسبب جهود الباحثين فحسب. ويشكل التوافر الواسع والسهولة النسبية لإعطاء اللقاح أيضًا عاملًا مهمًا. وبعد وقت قصير من ظهور اللقاح، بدأت البلدان في إنتاجه بسرعة وروجت له بنجاح في الزراعة، مما أدى بشكل فعال إلى تقليل حالات الجمرة الخبيثة في الماشية.
ومع ذلك، يجب أن تؤخذ بعض القيود التقنية للقاح ستيرن في الاعتبار عند الترويج لاستخدامه. وبما أنه لقاح حي، فإن الأطباء ينصحون بتجنب التطعيم أثناء تناول المضادات الحيوية لضمان فعالية اللقاح المناعية. وفي الوقت نفسه، من المهم أيضًا ملاحظة أنه لا يجوز ذبح الحيوانات الملقحة لمدة زمنية معينة."تحت تأثير اللقاحات، زادت إنتاجية الثروة الحيوانية في العديد من البلدان بشكل كبير، مما كان له أيضًا تأثير عميق على تنمية الاقتصاد الزراعي."
ومن الجدير بالذكر أن البلدان التي تنتج لقاحات ستيرن اليوم لا تزال تستخدم التكنولوجيا الأساسية لسلالة 34F2 وتحسنها بطرق مختلفة لإنتاج لقاحات أكثر كفاءة وأمانًا. وفي الوقت نفسه، لا تزال الأبحاث جارية بشأن الجيل التالي من اللقاحات، بما في ذلك اللقاحات المعاد تركيبها واللقاحات الفرعية.
على الرغم من أن لقاحات ستيرن حققت العديد من النجاحات في العقود القليلة الماضية، إلا أنه مع تزايد فهم الناس لسلامة اللقاح وفعاليته، فإن بعض اللقاحات الجديدة لا تزال في مرحلة البحث والتطوير ولا تزال تتطلب الكثير من التحقق والاختبار. وفي المستقبل، قد يقوم المجتمع العلمي بإجراء أبحاث أكثر تفصيلاً حول عملية تصنيع اللقاح والآثار طويلة المدى لتعزيز تطوير تكنولوجيا لقاح أكثر تقدمًا.
"سوف يظل البحث في اللقاحات موضوعًا مهمًا في الدراسات الوبائية المستقبلية، وخاصة في سياق العولمة المتسارعة."
بشكل عام، يشكل الاستمرار في استخدام لقاح ستيرن إنجازًا مهمًا في تاريخ الطب. فهو لا يمثل النجاح في مكافحة الجمرة الخبيثة فحسب، بل إنه يوفر أيضًا خبرة قيمة لأبحاث وتطوير اللقاحات في المستقبل. مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، لا يسعنا إلا أن نتساءل: كيف ستستمر اللقاحات في التطور لحماية صحتنا وسلامتنا في مواجهة الأمراض المعدية الناشئة؟