توجد طاقة السطح بسبب الفرق في الرابطة بين ذرات السطح والذرات داخل الجسم: فالذرات السطحية ليست مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجيرانها كما هي الحال مع الذرات داخل الجسم.
عندما يتم قطع مادة صلبة، فإن هذا الإجراء يتسبب في انهيار البنية داخل المادة الصلبة وإنشاء سطح جديد. يرجع ذلك إلى أن الروابط بين الذرات داخل المادة الصلبة مستقرة، وكل ذرة محاطة بذرات أخرى، مما يشكل بنية شبكية قوية. يختلف الوضع بالنسبة للذرات السطحية، التي لا ترتبط بشكل كامل بالذرات المحيطة بها. هذا الرابطة غير المكتملة تجعل ذرات السطح تمتلك طاقة أعلى نسبيًا مقارنة بالذرات الداخلية، لذلك نعتقد أن طاقة سطح المادة الصلبة تكون دائمًا أعلى من طاقتها الداخلية.
تمثل هذه "الطاقة الزائدة" رابطة غير محققة وهي أحد الأسباب الرئيسية للطاقة السطحية العالية للمواد الصلبة.
اعتمادًا على ما يحتاجون إلى معرفته، قام العلماء بتطوير مجموعة متنوعة من الأساليب لقياس طاقة سطح المواد الصلبة. أحد أكثر الطرق شيوعًا هو اختبار زاوية الاتصال. تقوم هذه الطريقة بحساب طاقة السطح الصلب عن طريق قياس زاوية التلامس بين السطح الصلب والسائل الذي يخترقه. عندما تكون زاوية التلامس صغيرة، فهذا يعني أن السائل يخترق السطح الصلب بشكل أفضل وتكون طاقته السطحية أعلى؛ وعلى العكس من ذلك، تشير زاوية التلامس الأكبر إلى أن المادة الصلبة لديها جاذبية أضعف للسائل وتكون طاقة السطح منخفضة نسبيًا.
تكمن ميزة هذا الاختبار في أنه لا يتطلب الكثير من المعدات التجريبية ويمكن تطبيقه على مجموعة متنوعة من المواد المختلفة، مما يسهل البحث الأكاديمي والتطبيقات الصناعية.
إذا أخذنا تشوه مادة صلبة كمثال، فعندما تتعرض مادة صلبة للإجهاد، يمكن اعتبار طاقة السطح المتغيرة "الطاقة المطلوبة لإنشاء مساحة سطح وحدة". يساعدنا هذا المفهوم على فهم كيفية تغير الخصائص الفيزيائية للمواد الصلبة تحت ظروف مختلفة. على سبيل المثال، باستخدام نظرية الكثافة الوظيفية (DFT)، يمكننا التنبؤ بالطاقة السطحية للمواد الصلبة وفهم التغيرات في خصائص المواد بشكل أكبر أثناء التبريد والتسخين والتشوه.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتجارب التي تجرى على المواد الصلبة عند درجات حرارة عالية أن تقيس طاقة سطحها بدقة أكبر. في هذه الحالة، يظهر الصلب خصائص تدفق مختلفة، وبالتالي يتغير مساحة سطحه مع الحفاظ على نفس الحجم تقريبًا.
لا تعد قابلية البلل ظاهرة عيانية فحسب، بل لها جذورها أيضًا في التفاعلات الدقيقة، مثل تقارب الذرات مع الأسطح الملامسة.خاتمة
إن السبب وراء أن سطح المادة الصلبة يحتوي دائمًا على طاقة أعلى من داخلها يكمن في خصائص بنيتها الذرية، والروابط غير المحققة، وردود أفعال المادة الصلبة في بيئات مختلفة. إن دراسة طاقة السطح ليست موضوعًا مهمًا في علم المواد فحسب، بل لها أيضًا آثار على تطبيقات هندسية مختلفة. ومع استمرارنا في استكشاف هذه الظواهر، لا يسعنا إلا أن نتساءل: في علم المواد في المستقبل، كيف يمكننا الاستفادة بكفاءة أكبر من خصائص الطاقة السطحية لإنشاء مواد أكثر كفاءة؟