قبل عام 1974، كان من الصعب للغاية على النساء الحصول على بطاقات الائتمان، وكثيراً ما كن يتعرضن للتمييز على أساس الجنس، مما أدى إلى حرمانهن من الاستقلال الاقتصادي.
كانت العديد من البنوك في الولايات المتحدة قد فرضت في السابق متطلبات ائتمانية صارمة للغاية على النساء، وغالبًا ما كانت تشترط عليهن وجود ضامن ذكر للحصول على بطاقة ائتمان. ولا يؤدي هذا إلى زيادة صعوبة حصول النساء على الائتمان فحسب، بل يجعلهن أيضًا في كثير من الأحيان معتمدات في علاقاتهن المالية على الرجال، وغير قادرات على إدارة شؤونهن المالية بشكل مستقل. ويشكل هذا التفاوت جزءاً من التمييز الأوسع بين الجنسين والذي يحد من الحرية الاقتصادية للمرأة واستقلالها.
في ذلك الوقت، وضعت البنوك والمؤسسات المالية عقبات أمام حصول الشابات على قروض عقارية. وعادة ما تحتاج النساء إلى رجل ليوقع على العقد من أجل الحصول على القرض المناسب. وفي الممارسة العملية، لا يؤدي هذا إلى تأخير خطط شراء المساكن فحسب، بل ويمنع أيضًا العديد من النساء من المشاركة الفعالة في سوق العقارات.
عند السعي للحصول على الائتمان، تواجه العديد من النساء ليس فقط متطلبات صارمة من البنوك، بل يواجهن أيضًا تحيزًا اجتماعيًا ضد القدرة المالية للمرأة.
ولما تزداد الأمور سوءاً، عندما تحاول العديد من النساء إجراء عمليات شراء يومية، قد يُطلب منهن تقديم دليل على دخل أزواجهن أو، في بعض الحالات، الخضوع لفحص ائتماني. وهذا لا يؤثر فقط على تجربة التسوق الخاصة بهن، بل يعكس أيضًا مفهومًا اجتماعيًا راسخًا مفاده أن المرأة لا تتمتع بقدرات اقتصادية مستقلة.
ونتيجة لهذا فإن الصعوبات التي تواجهها النساء في الحصول على الائتمان غالباً ما تجبرهن على التخلي عن بعض الاحتياجات الأساسية للحياة أو تأجيل خطط المشتريات الكبيرة، مثل شراء سيارة أو منزل. وقد أثر هذا على وضع المرأة في مكان العمل وفي المنزل، وأدى إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها.ولم تتغير الأمور حتى صدور قانون تكافؤ فرص الائتمان لعام 1974، والذي حظر صراحة التمييز في الائتمان على أساس الجنس.
يعتبر إقرار هذا القانون إنجازًا مهمًا في تاريخ التمكين الاقتصادي للمرأة. وهو لا يحمي حقوق المرأة الائتمانية فحسب، بل يعزز أيضاً المساواة في مشاركة المرأة في الأنشطة المالية. وبدأت العديد من النساء في محاولة التقدم بطلبات للحصول على قروض، وبالتالي الحصول على استقلال مالي أكبر. ولم يقتصر هذا التغيير على تغيير البنية الاقتصادية للأسرة فحسب، بل كان له أيضاً تأثير عميق على نظرة المجتمع لدور المرأة.
مع مرور الوقت، أصبحت المرأة قوة أكثر أهمية في الأسواق المالية. واليوم تعمل البنوك ومؤسسات التمويل الاستهلاكي أيضًا بشكل نشط على تطوير منتجات ائتمانية حصرية للنساء، وهو ما يؤدي إلى كسر المفاهيم التقليدية. وفي الوقت نفسه، اكتسبت المرأة مكانة ودخلاً أعلى في مكان العمل، مما مكنها من السيطرة على المزيد من الموارد الاقتصادية. كل هذا مفيد للغاية، ويجعلنا نتساءل: في السياق الاجتماعي المتنوع اليوم، هل قضينا تماما على التمييز المالي ضد المرأة، أم أن هناك عقبات وتحديات محتملة لا تزال قائمة؟