أظهر تقدير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2016 أن 54% من البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عامًا) في روسيا حصلوا على تعليم عالٍ، مما يمنح روسيا ثاني أعلى معدل تحصيل تعليم عالٍ بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ عددها 35 دولة. ص>
وفقا للبيانات، فإن الإنفاق التعليمي في روسيا يتزايد عاما بعد عام، من 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2005 إلى 4.7% في عام 2018. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 4,9%. وبحسب تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في روسيا يصل إلى 99.7%، مع تساوي نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين الرجال والنساء تقريبا. ولا تظهر هذه الإحصائيات مدى أهمية التعليم في روسيا فحسب، بل تعكس أيضًا تكافؤ الفرص بين الجنسين في التعليم. ص>
في نظام التعليم العالي في روسيا، تشكل الطالبات نسبة 57% من جميع الطلاب، والتعليم العالي هو المرحلة الوحيدة التي يفوق فيها عددهن عدد الطلاب الذكور. ص>
في هذه البيئة التعليمية المزدهرة، تتزايد مشاركة المرأة، وخاصة على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا. لا يتفوق العديد من النساء أكاديميًا فحسب، بل يحققن أيضًا إنجازات بارزة في المجالات التي يهيمن عليها الرجال تقليديًا مثل العلوم والهندسة مع تزايد أعدادهن. وبحسب البيانات فإن معدل إكمال التعليم العالي للنساء في الفئة العمرية ما بين 35 و39 عاماً يصل إلى 24.7%، بينما يبلغ المعدل بالنسبة للرجال في نفس الفئة العمرية 19.5% فقط. وقد دفعت هذه الظاهرة الناس إلى التساؤل: هل تستطيع المرأة في سوق العمل في المستقبل الاستفادة الكاملة من هذه الميزة لتغيير البنية الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكبر؟ ص> بالإضافة إلى البيانات، تم الاعتراف بجودة التعليم في روسيا أيضًا على المستوى العالمي. في عام 2014، صنفت وحدة بيرسون/الإيكونوميست للاستخبارات التعليم في روسيا في المرتبة الثامنة في أوروبا والثالثة عشرة في العالم. وفي العام نفسه، أصبحت روسيا سادس أكثر الوجهات شعبية للطلاب الدوليين، مما يدل على ثقة المجتمع الدولي في التعليم العالي الروسي وجاذبيته. ص>
ويشير علماء الاجتماع التربوي إلى أنه على الرغم من أن حجم الفصول الدراسية ووقت التدريس في روسيا على المستوى المتوسط بين بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن جودة التعليم فيها لا تزال مرتفعة نسبيا. إذا أخذنا الرياضيات والعلوم كمثال، احتل الطلاب الروس المرتبة 34 على مستوى العالم في تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2015. وخلف هذه الإنجازات، لا ينبغي الاستهانة بأداء الطالبات، الذي يساهم أيضًا في تراكم مزايا النساء في المنافسات المستقبلية على مستويات أعلى. ص>وفقا لمبادرة قياس حقوق الإنسان، فإن روسيا لديها مستوى امتثال بنسبة 86.8% للحق في التعليم، والذي يتم تقييمه على أساس مستوى دخلها. ص>
وفيما يتعلق بآلية التعليم، تم إطلاق نظام الامتحانات الحكومية الموحدة في روسيا في عام 2003، بهدف تقييم قدرات جميع الطلاب بشكل عادل والقضاء على الفساد في عملية القبول. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر النظام منصة للطالبات من المناطق النائية لإجراء امتحانات التعليم العالي، وهو ما يساعد على كسر الحواجز الجغرافية والاقتصادية بشكل أكبر. ص>
على الرغم من الفرص المتاحة حاليا، لا تزال المرأة تواجه تحديات في مجال التعليم. إن الضغوط المتعددة الناجمة عن مسؤوليات الأسرة، والقيود التي تفرضها المفاهيم التقليدية، والتمييز بين الجنسين في بعض المجالات المهنية، كلها تحتاج إلى جذب اهتمام اجتماعي أوسع نطاقا بشكل عاجل. ويؤثر هذا بشكل مباشر على خيارات المرأة التعليمية وتطورها المهني. وتستكشف الحكومة والمجتمع الروسي سياسات وتدابير لتعزيز المساواة بين الجنسين وزيادة مشاركة المرأة في المجالات الرئيسية مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ص>
وبالتالي، فإن نظام التعليم العالي في روسيا يثبت المساواة مع المناطق الأخرى من العالم، وخاصة فيما يتعلق بمشاركة الإناث. ومع تزايد الفرص التعليمية، سوف يتوسع دور المرأة وتأثيرها في المجتمع بشكل أكبر. ولكن، وراء التعليم الشامل للغاية، هل تستطيع روسيا أن تكسر بفعالية التحيز الجنسي القائم حتى الآن، وتخلق بيئة أكثر مساواة للنساء لمتابعة أحلامهن؟ ص>