بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واجه الاتحاد السوفييتي سباق تسلح نووي مع الولايات المتحدة. ومن أجل تعزيز قدراتها في مجال الأسلحة النووية بشكل سريع، قامت الحكومة السوفييتية على وجه السرعة ببناء محطة ماياك النووية بين عامي 1945 و1948. في ذلك الوقت، كانت المعرفة بالفيزياء النووية محدودة للغاية، وكانت العديد من القرارات المتعلقة بالسلامة تفتقر إلى الأساس العلمي، وكانت القضايا البيئية مهمشة. في البداية، ألقى ماياك نفايات مشعة عالية المستوى مباشرة في نهر قريب، مما تسبب في كارثة بيئية هائلة.
قبل الحادث، تم إلقاء معظم النفايات في نهر تيتشا، مما أدى إلى تلوث النهر وتهديد صحة السكان في القرى المحيطة.
بعد الكارثة، أبقت الحكومة السوفييتية المدى الكامل للحادث سراً، ولم يتم فهم تأثيره حتى عام 1980.
بعد أسبوع من الحادث، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1957، بدأ الاتحاد السوفييتي بإجلاء حوالي 10 آلاف من السكان، لكن السبب الحقيقي لم يتم الكشف عنه في ذلك الوقت. بحلول أبريل/نيسان 1958، أوردت وسائل الإعلام الغربية بعض التفاصيل الغامضة حول الحادث النووي، ثم تم الكشف عن الحادث تدريجيا. وفي حين تستمر التأثيرات البيئية والصحية للكارثة حتى يومنا هذا، فإن العدد الحقيقي للقتلى لا يزال غير واضح.
وتشير الدراسة إلى أن 49 إلى 55 حالة وفاة بسبب السرطان بين سكان النهر قد تكون مرتبطة بالتعرض للإشعاع، ولكن من الصعب تحديد السبب المحدد.
حاليا، تبلغ مستويات الإشعاع في أوزيورسك حوالي 0.1 ميكروسيفرت سنويا، وهو أمر غير ضار بصحة الإنسان. ومع ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2002 أن العاملين في المجال النووي في ماياك والمقيمين على طول نهر تيتشا لا يزالون يواجهون مخاطر صحية. لقد دفعت هذه الكارثة العالم أجمع إلى التفكير بعمق في مدى أمان الطاقة النووية. فهل من الممكن حقا تحقيق التوازن بين احتياجات البيئة وبقاء الإنسان من خلال التقدم التكنولوجي؟
على الرغم من عقود من الإخفاء والتضليل، أصبحت كارثة كيشتيم بمثابة مرآة في تاريخ تطوير الطاقة النووية. فهي لا تكشف عن الثغرات في السعي إلى تحقيق العلم والتكنولوجيا فحسب، بل إنها تجعل الناس يعيدون التفكير في العلاقة بين المعجزة والواقع. كارثة الطاقة النووية. أين الخط الفاصل؟