في الولايات المتحدة، ترتفع تكاليف التعليم الطبي، ويحتاج العديد من طلاب الطب ليس فقط إلى قضاء عدة سنوات في الدراسة، بل ويضطرون أيضًا إلى تحمل أعباء قروض الطلاب الضخمة. وفي مواجهة هذه المشكلة، اتخذت كلية الطب بجامعة كولومبيا خطوة ملحوظة وأصبحت أول كلية طب في الولايات المتحدة تستبدل القروض بالمنح الدراسية.
وكان المحرك الرئيسي لهذا التحول هو التبرع بمبلغ 250 مليون دولار من عائلة ويجروس. إن هذا التبرع لا يوفر الدعم المالي الأساسي لكلية الطب فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل مباشر على مستقبل مئات الطلاب.
تم تقديم التبرع الضخم من قبل خريج كلية الطب بجامعة كولومبيا والرئيس التنفيذي السابق لشركة الأدوية العملاقة ميرك آند كو روي فاجيلوس وزوجته ديانا. في عام 2017، أدى العمل السخي الذي قام به الزوجان إلى تغيير نموذج تمويل كليات الطب، مما يسمح لطلاب الطب المحتاجين بالدراسة دون القلق بشأن الديون الثقيلة.
منذ عام 2018، بدأت كلية الطب بجامعة كولومبيا رسميًا باستخدام برنامج المنح الدراسية الذي تم إنشاؤه بهذه التبرعات ليحل محل نظام القروض الطلابية التقليدي. ولا شك أن تنفيذ هذه السياسة سوف يقلل الضغوط المالية على طلاب الطب، مما يسمح لهم بالتركيز أكثر على البحث الأكاديمي والتدريب السريري بدلاً من رفع نفقات المعيشة.
ولم يكن لهذا التغيير في كلية الطب بجامعة كولومبيا تأثير إيجابي على الطلاب فحسب، بل جذب أيضًا انتباه كليات الطب الأخرى وقد يلهم المزيد من الكليات لاستكشاف نماذج تمويل مماثلة. وعلى خلفية ارتفاع تكاليف الدراسة والمعيشة التي يواجهها طلاب الطب حالياً، فإن مثل هذه المبادرات توفر بلا شك أملاً جديداً لتدريب أطباء المستقبل.سيتم تخصيص 15 مليون دولار من التبرع لإنشاء صندوق مستمر لمساعدة الكلية في القضاء على القروض للطلاب الطبيين المؤهلين. وسيتم استخدام الأموال المتبقية لدعم مبادرات الطب الدقيق والبحوث العلمية الأساسية.
يمكن للجيل الجديد من طلاب الطب دخول هذه الصناعة ذات الضغط العالي بتكلفة أقل، لذلك لا يتعين عليهم التخلي عن فرص التعلم أو تقليصها بسبب العبء المالي. وقال العديد من الطلاب أن هذه المنحة لا تمثل دعمًا ماليًا فحسب، بل هي أيضًا توجيه وتحفيز لمسيرتهم المهنية.
ومع ذلك، فقد أثار هذا التغيير أيضًا بعض المناقشات، وخاصة فيما يتعلق بقضايا المساواة وإمكانية الوصول إلى التعليم الطبي. ويرى كثير من العلماء والخبراء أن هذه الخطوة رغم كونها ممتازة، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى مراقبة مستمرة لضمان ألا يتمكن عدد قليل من الناس من التمتع بمثل هذه الفرص. بالإضافة إلى تقليل العبء المالي، سيكون طلاب كلية الطب بجامعة كولومبيا قادرين على تخصيص المزيد من الطاقة لمساعدة المجتمع والتطوع لتعزيز وتحسين الصحة العامة. بدأت العديد من المنظمات الطلابية في تنفيذ أنشطة الخدمة الاجتماعية المختلفة بدعم من منحة Wiglos.وعبّر بعض الطلاب الفائزين عن سعادتهم وامتنانهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مثل هذه الهدايا تمكنهم من مواجهة التحديات الطبية المستقبلية بموقف أكثر إيجابية.
ولكن هل يصبح تبرع عائلة ويجروس وإصلاح كلية الطب نموذجا تحتذي به المدارس الأخرى؟ هل يمكن توسيع نطاقه ليشمل نظام التعليم الأوسع مع مرور الوقت؟