مع استمرار المجتمع في التغير، يواجه الشباب تحديات مختلفة. لمساعدة الشباب على الانتقال بسلاسة إلى مرحلة البلوغ، تم إنشاء برامج توجيه للشباب. لا توفر هذه البرامج دوراً مسؤولاً ورعاية للبالغين فقط، بل لها أيضاً تأثير إيجابي كبير على المجتمع. إذن، ما هو الدافع الحقيقي لهؤلاء المتطوعين؟
ويُقال إن العديد من المتطوعين البالغين الذين يشاركون في برنامج الإرشاد مدفوعون برغبتهم في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع.
سواء كان ذلك بسبب إيمانهم بالتعلم مدى الحياة أو قلقهم العميق بشأن مستقبل الشباب، فقد أظهر هؤلاء المتطوعون اهتمامًا قويًا بتنمية الشباب. أظهرت الدراسات أن العديد من المتطوعين يشعرون بأنهم قادرون على التأثير عند المشاركة في أعمال الإرشاد، مما يمنحهم شعورًا أعمق بالرسالة.
غالبًا ما يذكر المتطوعون المشاركون في برنامج الإرشاد أنهم يأملون في إحداث فرق في حياة الشباب من خلال تبادل الحكمة والخبرة.
حقق العديد من المتطوعين نجاحات كبيرة في حياتهم المهنية ويرغبون في مشاركة هذه الإنجازات مع الشباب. بالنسبة لهؤلاء المتطوعين، فإن رؤية الشباب يحرزون تقدماً بفضل مساعدتهم لهم يعد بمثابة رضا لا يضاهى. ولا يعمل هذا التشارك على تعزيز العلاقة بين المتطوعين والشباب فحسب، بل يسمح للمتطوعين أيضًا بتحقيق الذات.
يقول المتطوعون المشاركون في برنامج الإرشاد في كثير من الأحيان إن القدرة على مشاهدة نمو وتقدم المتدربين لديهم هو السبب الأكثر أهمية لمشاركتهم.
في مجتمع اليوم، يتمتع العديد من المتطوعين بحس قوي بالمسؤولية الاجتماعية. إنهم يعلمون أن أفعالهم يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد على الجيل القادم. ويحفز هذا الشعور بالمسؤولية المتطوعين على المشاركة الفعالة في مختلف أنشطة الخدمة الاجتماعية وتقديم العطاء للمجتمع بطريقتهم الخاصة. ويقوم العديد من المتطوعين بذلك من خلال برامج الإرشاد والتوجيه، سعياً إلى مساعدة الشباب الذين يواجهون التحديات.
لا يهدف برنامج الإرشاد إلى نقل المعرفة فحسب، بل إنه أيضًا عملية تعلم متبادلة. ووجد العديد من المتطوعين أنه أثناء مساعدة الشباب، فإنهم كانوا ينمون أيضًا في هذه العملية. ومن خلال التفاعل مع الشباب، فإنهم يتمكنون من اكتساب فهم أعمق لاحتياجات المراهقين وتحدياتهم، مما يعود بالفائدة الكبيرة على النمو الشخصي لكل متطوع.
وأفاد العديد من المتطوعين بأنهم حصلوا أيضًا على العديد من فرص التعلم القيمة أثناء عملية توجيه المتدربين، مما جعل حياتهم أكثر إشباعًا.
مع تزايد تنوع المجتمع، يشارك العديد من المتطوعين في برامج الإرشاد والتوجيه على أمل تعزيز الإدماج الاجتماعي. إنهم يهتمون بالشباب من خلفيات مختلفة ويأملون في تضييق الفجوة الثقافية وتحسين الانسجام العام في المجتمع من خلال علاقات الإرشاد. هدفهم ليس فقط الإرشاد، ولكن أيضًا تعزيز التفاهم والاحترام بين الثقافات.
سواء كان الدافع وراء ذلك هو شغف مساعدة الآخرين أو شعور قوي بالمسؤولية الاجتماعية، فإن دوافع هؤلاء المتطوعين متنوعة وعميقة. لا يوفر برنامج الإرشاد للشباب الدعم للشباب فحسب، بل يمنح المتطوعين أيضًا شعورًا بالمعنى والإنجاز. تساعد مثل هذه التفاعلات على بناء مجتمع أكثر صحة، والسماح لعدد أكبر من البالغين بتولي دور المرشدين، أليس هذا رمزًا لتقدمنا الاجتماعي؟