السيطرة الدولية على الأسلحة هو مصطلح يشير إلى المعايير الدولية التي تحد من تطوير وإنتاج وتخزين وانتشار واستخدام الأسلحة الصغيرة والأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل. لا يقتصر هذا المفهوم على الفترة التي سبقت ظهور الأسلحة النارية في التاريخ، بل تم تطبيقه في العصور القديمة وحتى في عصر الأسلحة الباردة. لقد تطورت أنواع ووظائف الأسلحة بمرور الوقت، لكن أهمية ضبط الأسلحة أصبحت بارزة بشكل متزايد مع تطور التاريخ وأصبحت جزءا لا غنى عنه من الدبلوماسية الدولية.
إن ضبط الأسلحة لا يمنع سباق التسلح بين الدول فحسب، بل إنه يعزز السلام والتعاون العالميين أيضا.
في عام 1675، شكلت معاهدة ستراسبورغ الموقعة بين فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة معلماً جديداً في مجال ضبط الأسلحة. ويفرض الاتفاق قيوداً محددة على استخدام الأسلحة الكيميائية، وأبرزها حظر الرصاص السام. وقد شكل هذا بداية القيود الدولية على الوضع الذي كانت فيه البلدان تطور الأسلحة بشكل مستقل في الأصل، مما أرسى الأساس لمعاهدات ضبط الأسلحة اللاحقة.
مع حلول القرن التاسع عشر، ومع ظهور الثورة الصناعية، أدى التطور السريع لتكنولوجيا الأسلحة إلى جعل الحاجة إلى ضبط الأسلحة أكثر إلحاحًا. شكلت معاهدة راش-باغوت، التي وقعتها الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1817، بداية اتفاقيات الحد من الأسلحة الحديثة، حيث وضعت قيوداً واضحة على الأنشطة العسكرية للقوى البحرية الخمس الكبرى. وفي مناقشته لقواعد الحرب، نظم مؤتمر لاهاي عام 1899 أيضاً استخدام الأسلحة وشرعية الحرب.
تعود أقدم جهود الحد من الأسلحة إلى اليونان القديمة، عندما أرست التحالفات قواعد معينة للحرب.
ومع ذلك، فإن تنفيذ ضبط الأسلحة يواجه صعوبات. تعتمد فعالية العديد من الاتفاقيات على رغبة الدول المشاركة، ولكن عندما تصبح دولة ما غير راغبة في الالتزام بشروط الاتفاقية، فإنها غالباً ما تلجأ إلى التحايل على الاتفاقية بطرق سرية. على سبيل المثال، في معاهدة واشنطن البحرية، تجاوزت بعض الدول تدريجيا القيود المنصوص عليها في المعاهدة بسبب التقدم التكنولوجي. وهذا الوضع شائع في المجتمع الدولي وأدى في نهاية المطاف إلى فشل العديد من المعاهدات في التوصل إلى اتفاق أو أصبحت غير فعالة.
أجرى العلماء أبحاثا موسعة حول نظرية ضبط الأسلحة، معتقدين أنها تهدف إلى حل المعضلات الأمنية، وتعزيز الأمن المتبادل بين الشركاء والاستقرار العالمي. وبالمقارنة مع نزع السلاح، فإن ضبط الأسلحة يركز على التوسع النسبي في الأسلحة مع الحفاظ على الاستقرار.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك العديد من المناقشات والتعاون بشأن تجارة الأسلحة في السنوات الأخيرة. وتشكل معاهدة تجارة الأسلحة، التي أطلقتها الأمم المتحدة في عام 2014، خطوة مهمة إلى الأمام في ضبط تجارة الأسلحة التقليدية، بهدف توفير بيئة أكثر شفافية وأمنا للمجتمع الدولي لتجارة الأسلحة.إن ضبط الأسلحة هو استراتيجية دفاعية تهدف إلى زيادة الشفافية والمساواة بين الدول.