اضطراب الشخصية التابعة (DPD) هو اضطراب نفسي مستمر يتميز بالاعتماد العميق على الآخرين. يبدأ اضطراب الشخصية هذا عادةً في مرحلة المراهقة المبكرة ويؤثر على قدرة الشخص على العمل في مجموعة متنوعة من المواقف، بما في ذلك العمل والعلاقات الاجتماعية والأسرية. غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب غير قادرين على اتخاذ قرارات مستقلة وغالبًا ما يحتاجون إلى موافقة ودعم من الآخرين لتلبية احتياجاتهم العاطفية والجسدية.
غالبًا ما تشمل أعراض اضطراب الشخصية التابعة سلوكًا خاضعًا وسلبيًا للغاية، بالإضافة إلى الشعور العميق بالخسارة أو العجز بعد انتهاء العلاقة.
يعتمد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التابعة بشكل مفرط على الآخرين لاتخاذ القرارات ويظهرون خصائص تشير إلى أنهم يشككون في حكمهم الخاص. ونتيجة لذلك، فإنهم يميلون إلى وضع احتياجات وآراء الآخرين فوق احتياجاتهم وآراءهم. ويؤدي هذا النمط من السلوك إلى تحولهم إلى سلبيين واعتماديين، والشعور بخوف شديد من الانفصال. عندما يكونون بمفردهم، يشعر هؤلاء الأفراد غالبًا بالوحدة والعزلة لأن اعتمادهم على الآخرين يجعل من الصعب عليهم تهدئة أنفسهم.
غالبًا ما يظهر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب في الشخصية سمات نفسية سلبية، وينزعجون من المواقف الصعبة في حياتهم، ويتوقعون الأسوأ.
تتضمن عوامل الخطر المرتبطة باضطراب الشخصية التابعة الإساءة أو الإهمال المبكر والتربية المفرطة في الحماية. كما أن الافتقار إلى الدعم الاجتماعي الصحي قد يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. وفقا للبحث، فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق هم أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية.
العلاج النفسي غالبا ما يكون الخيار الأول للعلاج للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التابعة. الهدف الرئيسي هو مساعدتهم على بناء الثقة وزيادة شعورهم بقيمة الذات وتعزيز الاستقلال. في حين أنه من الممكن استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض المرتبطة بالقلق أو الاكتئاب، إلا أنها لا تعالج القضايا الأساسية التي تؤرق هؤلاء الأشخاص.
علم الأوبئةوفقًا لنتائج أحدث الدراسات الاستقصائية، فإن حوالي 0.49% من البالغين الأميركيين يستوفون المعايير التشخيصية لاضطراب الشخصية التابعة. معدل الإصابة عند الإناث (0.6%) أعلى قليلاً من معدل الإصابة عند الذكور (0.4%). ويشير هذا إلى أن الوراثة لهذا الاضطراب قد تصل إلى 81%.
إذا كنت تشعر غالبًا أنك بحاجة إلى تأكيد وآراء الآخرين قبل أن تتمكن من اتخاذ أي قرار في حياتك، فهل يجعلك هذا تفكر في علاقاتك الشخصية وتأثيرها، ثم تفحص حالتك العقلية؟