وفقًا لمسح أُجري عام 2016، يبلغ متوسط وقت الشاشة بالنسبة لسكان الولايات المتحدة 3.7 دقيقة لكل ساعة يوميًا، ويزداد وقت الشاشة بالنسبة للمراهقين مع تقدم العمر من ساعات إلى سنوات المراهقة.
وفقا لدراسة أجريت على المراهقين الأميركيين، فإن استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية زاد بشكل كبير، ليحل تدريجيا محل التلفزيون التقليدي وألعاب الفيديو. تشير بيانات عام 2017 إلى أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على شاشات هواتفهم المحمولة والأجهزة المحمولة قد ارتفع من 4% في عام 2011 إلى 35%. ويُظهر هذا التغيير أن المراهقين المعاصرين أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على الأجهزة المحمولة، وأصبحت حياتهم غير قابلة للفصل تقريبًا عن هذه الأجهزة الرقمية.
إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة له تأثير كبير على وقت الشاشة. هناك فروق واضحة في كمية الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة في العائلات ذات الأعراق والمستويات الاقتصادية المختلفة. وبشكل عام، عندما تكون الأسرة في ظروف اقتصادية أفضل، يميل الآباء أكثر إلى الحد من وقت استخدام أطفالهم للشاشات، بينما في الأسر ذات الظروف الاقتصادية المنخفضة، يكون استخدام الشاشات أعلى نسبيًا.
تظهر الدراسة أن الأطفال في الأسر البيضاء يقضون في المتوسط 8.5 ساعة يوميًا في استخدام الوسائط الرقمية، بينما يقضي الأطفال السود والبيض واللاتينيون في المتوسط 13 ساعة يوميًا في استخدام الوسائط الرقمية. قد يكون هذا الاختلاف في وقت الشاشة ناتجًا أيضًا عن إمكانية الوصول إلى الأجهزة.
يرتبط الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات ارتباطًا وثيقًا بضعف الصحة لدى المراهقين، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالنوم. يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشة إلى تقليل جودة النوم وزيادة الوقت المستغرق للنوم. أظهرت الدراسات أن إطلاق الضوء الأزرق يمكن أن يتداخل مع نظام الغدد الصماء البشري، وخاصة عند استخدام المنتجات الإلكترونية قبل الذهاب إلى السرير، ويكون التأثير على بيئة النوم كبيراً بشكل خاص.
وفقا لإحدى الدراسات، فإن 70% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما يستخدمون هواتفهم المحمولة خلال 30 دقيقة قبل الذهاب إلى السرير. بالإضافة إلى ذلك، يستيقظ 54% من المراهقين بسبب الإشعارات، مما يؤثر بشكل أكبر على جودة نومهم.
في مواجهة مشكلة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات والتي أصبحت خطيرة بشكل متزايد، أصبح من الضروري أن تتخذ الأسر والمجتمع التدابير اللازمة للتدخل. ويوصي الخبراء الآباء بالحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون أمام الشاشات كل يوم وتشجيعهم على ممارسة المزيد من الأنشطة الخارجية.
خاتمة يقضي المراهقون وقتًا أطول وأطول في استخدام الشاشات كل يوم، مما يؤثر ليس فقط على صحتهم البدنية ولكن أيضًا على صحتهم العقلية. في ظل العيش في مجتمع رقمي مجهول الهوية، هل يجب علينا إعادة التفكير في هذا النمط من الحياة وعواقبه المحتملة؟