قد تبدو كلمة "الكفاءة" بسيطة، إلا أن دلالاتها مليئة بالعمق والتعقيد. وفقًا للأدبيات ذات الصلة، تشير القدرة عادةً إلى سلسلة من السمات الشخصية القابلة للإثبات والمعرفة والمهارات والقدرات والخصائص الأخرى التي يمتلكها الفرد، والتي تمكن الفرد من الأداء بكفاءة وثبات في العمل. إن الفهم الصحيح للقدرات ليس ضروريًا لتطوير المهنة الشخصية فحسب، بل هو أيضًا الأساس للشركات والمؤسسات لتحفيز النمو والابتكار.
تعكس الكفاءات ليس فقط مدى قدرة الشخص على إكمال مهام العمل، ولكن أيضًا كيفية تعاونه في فريق والتعامل مع التحديات والتغيير.
وفقا لأبحاث العديد من العلماء، فإن تعريف القدرة يختلف، ولكن معناها الأساسي يدور دائما حول القدرة على "أداء الواجبات بشكل فعال". وفي وقت مبكر من عام 1959، اقترح ر.و. وايت مفهوم الكفاءة للتأكيد على أهميته في تحفيز الأداء. وبمرور الوقت، أجرى العلماء المزيد والمزيد من الأبحاث حول الكفاءات، وعرّف ديفيد ماكليلاند الكفاءات بأنها "معايير الأداء الوظيفي المقدمة إلى الشركة" في ورقة بحثية عام 1973. ومنذ ذلك الحين، عمل ريتشارد بوياتزيس وباحثون آخرون على تعزيز هذا المفهوم.
إن وجود القدرات لا يؤثر فقط على أداء الفرد في وظيفته، بل له أيضًا تأثير كبير على أداء المنظمة بأكملها. من خلال التعرف بشكل صحيح على قدرات موظفيها وتطويرها، يمكن للشركات تحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق. لا يمكن لنموذج الكفاءة في المنظمة أن يساعد في تحديد متطلبات الوظيفة فحسب، بل يوفر أيضًا إرشادات واضحة بشأن التوظيف والتدريب وإدارة الأداء وغيرها من الجوانب.
إن التعريف الصحيح واستراتيجية تطوير القدرات يمكن أن تمكن المنظمات من الأداء بشكل أفضل في مواجهة تحديات السوق وإدارة الموارد البشرية.
يعد تطوير القدرات المستمر والتأمل الذاتي أمرًا ضروريًا لتحسين القدرة التنافسية في مكان العمل.