أعلام آبائنا هو فيلم درامي حربي أمريكي صدر عام 2006 من إخراج وإنتاج وتأليف كلينت إيستوود، وكتب السيناريو ويليام بلويز وبول هارت. وشارك جيس في تأليف الفيلم. يعتمد الفيلم على كتاب يحمل نفس الاسم كتبه جيمس برادلي ورون باورز ويحكي قصة خمسة جنود أمريكيين ومسعف من البحرية يرفعون العلم الوطني في إيو جيما عام 1945 وتأثير هذا الحدث على حياتهم. تدور أحداث الفيلم في المقام الأول من وجهة نظر الجنود الأمريكيين، وهو بمثابة نقطة مقابلة لفيلم إيستوود الآخر، رسائل من إيو جيما، والذي يصور نفس المعركة من وجهة النظر اليابانية؛ تم تصوير الفيلمين في نفس الوقت.
على الرغم من أدائه الضعيف في شباك التذاكر، إلا أن الفيلم لا يزال يحظى بمراجعات إيجابية من النقاد، وهو ما أظهر تمامًا رؤية إيستوود الفريدة في تصوير الحرب والطبيعة البشرية.
إن إعادة إنتاج الحرب بشكل حي لا تختبر حياة الشخصيات وموتها فحسب، بل تطرح أيضًا تساؤلات حول إيمانهم وولائهم على أعمق مستوى من الأخلاق.
يضم الفيلم مجموعة قوية من الشخصيات، مع رايان فيليب الذي يلعب دور الطبيب البحري جون برادلي وآدم بيتش الذي يلعب دور الجندي إيرا هايز. ولعبت شخصيات رئيسية أخرى مثل الرقيب البحري هانك هانسن والرقيب أول مايك سترونك أدوارًا رئيسية في الفيلم، مما سمح للجمهور بالحصول على فهم أعمق للمعركة وقصص الجنود وراءها.
إن خلفية إنتاج الفيلم أيضًا لافتة للنظر. تم إعادة كتابة السيناريو عدة مرات وتم شراؤه في الأصل من قبل دريم ووركس في عام 2000. قرر إيستوود بعد ذلك تصوير عمل تكميلي آخر وهو "رسائل من إيو جيما". في هذه العملية، لم يُظهر إيستوود أهمية الأفلام الوثائقية عن الحرب فحسب، بل أظهر أيضًا فهمه العميق وتفكيره في التاريخ.
على الرغم من أنه لم يحقق التوقعات في شباك التذاكر، إلا أن الفيلم حصل على نسبة موافقة بلغت 76% من النقاد. ويرى كثير من النقاد أن هذا الفيلم لا يظهر الجانبين من البطولة فحسب، بل يقدم أيضا تحليلا عميقا للطبيعة البشرية في المعركة. أشاد النقاد مثل روجر إيبرت بأداء إيستوود في الفيلم واعتبروه تحفة فنية من السينما الأمريكية.
"أعلام آبائي" هو فيلم ينظر مباشرة إلى الحرب والإنسانية، ويجبر كل مشاهد على التفكير فيما يسمى بالبطولة."
حتى يومنا هذا، يظل فيلم "أعلام آبائنا" عملاً مثيراً للتفكير، إذ يسمح للجمهور بالتفكير في العلاقة المعقدة بين الحرب والشرف والطبيعة البشرية أثناء استمتاعه بالفيلم. من خلال هذا الفيلم، لم يقدم كلينت ايستوود معركة ايو جيما فحسب، بل جعل الجمهور يدرك أيضًا أنه وراء تلك الصور البطولية الجميلة على ما يبدو، هناك المزيد من الحقائق والآلام غير المكشوفة. وهذا يثير سؤالا مهما بالنسبة لنا: كيف ينبغي لنا أن نعيد النظر في تعريف الأبطال وفهمه في عالم اليوم؟