صندوق الموسيقى، وهو آلة موسيقية أوتوماتيكية، لا يعزف ألحانًا ممتعة تلقائيًا فحسب، بل يحمل أيضًا ثقافة وتاريخًا غنيًا. إن تطور صناديق الموسيقى أمر مثير للاهتمام، من صناديق السعوط الموسيقية في القرن الثامن عشر إلى صناديق الموسيقى التي يتم التحكم فيها إلكترونيًا اليوم، ويعكس تطور تكنولوجيتها وتصميمها حب البشرية للموسيقى وسعيها اللامتناهي للإبداع.
يأتي سحر صندوق الموسيقى من تصميمه الميكانيكي الفريد، حيث تعزف المسامير الموجودة على أسطوانة أو قرص دوار نغمات جميلة من خلال أسنان معدنية مهتزة.
لقد ظهر اختراع صناديق الموسيقى في بغداد منذ القرن التاسع. كان المخترعون الفرس في ذلك الوقت، الإخوة بنو موسى، هم من اخترع آلة موسيقية ميكانيكية تعمل بالطاقة المائية، والتي كانت رائدة في مجال الأجهزة الميكانيكية الموسيقية. مع مرور الوقت، تطور تصميم صناديق الموسيقى إلى ما نعرفه اليوم. في القرن الثامن عشر، مع انتشار صناديق السعوط الموسيقية، بدأت صناديق الموسيقى تدخل أعين الجمهور وأصبحت جهاز ترفيهي شائع.
تأسست شركة Symphonium الشهيرة في عام 1885 وأصبحت أول شركة تصنع صناديق الموسيقى على شكل أقراص. قام الأعضاء المؤسسون لهم، براشهاوزن وريسنر، في وقت لاحق بإنشاء شركة بوليفون المنافسة، وكانت هذه الفترة أيضًا فترة حاسمة للتطور السريع لتكنولوجيا صناديق الموسيقى. أحد المعالم هو:
تشتهر شركة Symphonion بالتنوع الكبير في النماذج والأنماط والأنماط التي تنتجها، ولعبت الشركة دورًا محوريًا في تطوير صندوق الموسيقى على شكل قرص.
من ناحية أخرى، وسعت شركة بوليفون أعمالها إلى الولايات المتحدة وأنشأت شركة ريجينا، التي لم تحقق نجاحًا كبيرًا في صناعة صناديق الموسيقى فحسب، بل تحولت في النهاية إلى شركة مصنعة للمكانس الكهربائية وأجهزة التنظيف بالبخار، مما يدل على أن صناديق الموسيقى التنوع الصناعي.
في أوج شهرة صندوق الموسيقى، كانت بعض الإصدارات طويلة مثل ساعات الجد، وكانت جميعها تستخدم أقراصًا كبيرة قابلة للتبديل لتشغيل ألحان مختلفة.
في القرن الحادي والعشرين، بدأت صناديق الموسيقى في التجهيز بتكنولوجيا التحكم الإلكتروني، والتي لم تحافظ على النكهة التقليدية فحسب، بل جعلت أيضًا التعبير عن الموسيقى أكثر تنوعًا. تم إصدار الألبوم "Orchestrion" من قبل عازف الجيتار الجاز الشهير بات ميثيني في عام 2010، والذي قام بأدائه مع سلسلة من الآلات الأوتوماتيكية، مما يدل على كيفية دمج تكنولوجيا الموسيقى الحديثة مع الآلات التقليدية.
كما ورد أن آلة العقيق التي أنشأتها فرقة Wintergatan في عام 2016 تم بناؤها في 14 شهرًا واستخدمت 2000 كرة رخامية للعزف، مما أضاف علامة عصر جديد لتكنولوجيا صناديق الموسيقى.
هناك العديد من المتاحف حول العالم التي جمعت صناديق الموسيقى الثمينة، مثل متحف الموسيقى في لندن، إنجلترا، ومتحف موريس في نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية. وقد جذبت المعروضات التفاعلية هنا عددًا لا يحصى من محبي الموسيقى لاكتشاف الموسيقى. صناديق. سحر. في هذه الأماكن، لا يستطيع الزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من صناديق الموسيقى المختلفة فحسب، بل يمكنهم أيضًا التعرف على خلفيتها التاريخية والتقنية.
بشكل عام، فإن تاريخ صناديق الموسيقى هو قصة وراثة وابتكار، والتي لا تتوقف أبدًا من عصر إلى آخر. إن حب الناس للموسيقى هو المحرك وراء تطور هذه التكنولوجيا. إذن، كيف ستستمر صناديق الموسيقى في كتابة فصول جديدة في المستقبل؟