صندوق الموسيقى، هذه الآلة الموسيقية الصغيرة ولكن السحرية، كانت في السابق جزءًا من علبة سجائر، لكن تطورها عبر الزمن كان مذهلًا. لقد فاز صندوق الموسيقى بقلوب العديد من الناس بألحانه الجميلة وصناعته الرائعة، وأصبح مجموعة ثمينة. ستأخذك هذه المقالة إلى عمق تاريخ صندوق الموسيقى، وتستكشف تطوره التدريجي من صندوق موسيقي من القرن الثامن عشر إلى عمل فني حديث.
يعود تاريخ صناديق الموسيقى إلى القرن التاسع، عندما اخترع الإخوة بنو موسى في بغداد أدوات ميكانيكية مبكرة، بما في ذلك ما كان يُعرف بالعضو الأوتوماتيكي الذي يعمل هيدروليكيًا. وقد أرست هذه الاختراعات الأساس لصناديق الموسيقى اللاحقة، واستمر استخدام هذا الهيكل ذو المسامير الأسطوانية المرتفعة في تصنيع الآلات الموسيقية حتى منتصف القرن التاسع عشر.تطورت صناديق الموسيقى، والتي كانت تسمى في الأصل carillons à musique (بالفرنسية لـ "الأجراس الموسيقية")، من صناديق السعوط الموسيقية في القرن الثامن عشر.
في القرن الثاني عشر، ظهر صانع أجراس مبتكر في فلاندرز، حيث اخترع أسطوانة بمسامير يمكنها تشغيل كاميرا لضرب الجرس. مع مرور الوقت، جمعت الساعات الموسيقية والساعات اليدوية تدريجياً بين الموسيقى وقياس الوقت، مما مهد الطريق لصندوق الموسيقى. بحلول عام 1665، صنع أحشويروش فرومانتيل ساعة طاولة متعددة الأجراس في لندن، كما أن الطريقة التي يعمل بها البندول جعلت إنتاج الموسيقى أكثر تنوعًا.
في عام 1796، استبدل صانع الساعات الفرنسي أنطوان فافر سالومون الأجراس بمجموعة من الألواح المعدنية المضبوطة مسبقًا، مما أدى إلى تغيير نغمة صندوق الموسيقى. أصبح أكثر ثراءً.
مع تقدم القرن التاسع عشر، استمرت تصميمات صناديق الموسيقى في التحسن. بدأت صناديق الموسيقى في استخدام محركات الساعة، مما يوفر وقت تشغيل أطول للموسيقى. خلال هذه الفترة، بدأ مصنعو صناديق الموسيقى مثل Symphonion وPolyphon في إطلاق مجموعة واسعة من النماذج والأنماط، بدءًا من الآلات الموسيقية الصغيرة إلى المنشآت الموسيقية الكبيرة.
تأسست شركة سيمفونيون في عام 1885، وكانت أول شركة متخصصة في إنتاج صناديق الموسيقى التي تقوم بتشغيل الأسطوانات. وبمرور الوقت، توسعت الشركة ومنافستها بوليفون بسرعة في السوق الأمريكية. على وجه الخصوص، أثارت شركة ريجينا، التي أسسها غوستاف براشهاوزن، جنون صناديق الموسيقى، وكانت منتجاتها معروفة بألحانها الرائعة وحرفيتها الرائعة.
وفقًا لمتاحف فيكتوريا في أستراليا، تشتهر صناديق الموسيقى السيمفونية بتصميماتها المتنوعة ومجموعة لا مثيل لها من خطوط المنتجات.
مع نهاية القرن التاسع عشر، تأثرت صناديق الموسيقى بشكل أكبر بالابتكارات التكنولوجية. قام إديسون باختراع الفونوغراف في عام 1877، والذي لم يساهم في تطوير تكنولوجيا الموسيقى فحسب، بل كان له أيضًا تأثير على صناعة صناديق الموسيقى. لم يعد صندوق الموسيقى مجرد جهاز ترفيهي، بل أصبح جوهر الجمع بين الفن والتكنولوجيا.
مع تقدم القرن العشرين، ظلت صناديق الموسيقى من المقتنيات الشعبية. خلال هذه الفترة، تم تصنيع العديد من صناديق الموسيقى وأصبحت الخيار الأول للديكور المنزلي والمقتنيات الشخصية. وإلى يومنا هذا، تعرض العديد من المتاحف آلاف صناديق الموسيقى، مما يسمح للناس بإحياء هذا التراث التاريخي الثمين. يعد متحف الموسيقى في لندن أحد الأماكن التي تحافظ على العديد من صناديق الموسيقى التاريخية.
في القرن العشرين، لم تُظهر صناديق الموسيقى تنوع وظائفها فحسب، بل أصبحت أيضًا جزءًا من الثقافة والفن.
في يومنا هذا، لم تعد صناديق الموسيقى مجرد نوع من ألعاب الطفولة، بل أصبحت أيضًا كنزًا يبحث عنه هواة جمع الأعمال الفنية. تتمتع العديد من صناديق الموسيقى بسحر فريد من نوعه بتصميماتها القديمة، ويمكن لألحانها أن تستحضر ذكريات الناس عن طفولتهم الرائعة. مع تقدم التكنولوجيا، أدى ظهور أجهزة الموسيقى الأوتوماتيكية إلى تألق صناديق الموسيقى مرة أخرى. على سبيل المثال، تعمل "ماكينة البينبول" التي ابتكرها مارتن مولين وفرقة وينترغاتان على إعادة ربط مزيج الموسيقى والآلات.
يظهر لنا تاريخ صناديق الموسيقى أن العلاقة بين الموسيقى والتكنولوجيا ليست علاقة واحدة، بل تطورت بطرق غنية ومتنوعة بمرور الوقت. عندما نستمتع بهذه الألحان الجميلة، هل فكرنا يومًا في كيف سيستمر صندوق الموسيقى، وهو تراث ثقافي ثمين، في التأثير على حياتنا في السنوات القادمة؟