في خضم التغيرات السريعة في السياسة الأمريكية، أصبح ألان ليختمان شخصية تاريخية رفيعة المستوى بفضل نموذجه الفريد للتنبؤ بالانتخابات - مفاتيح لعلماء البيت الأبيض والمتنبئين السياسيين. ومنذ عام 1984، أثارت دقة توقعاته نقاشاً عاماً واسع النطاق، وخاصة توقعاته للعديد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي تم تأكيدها تقريباً دون استثناء. ومع ذلك، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2024، أصبحت دقة هذا النظام وتوقعاته موضع شك. فهل يعني هذا أن أسطورة تنبؤات ليختمان تنهار؟ ص>
يعتمد نموذج ليشتمان التنبؤي على 13 معيارًا للحكم الثنائي تُستخدم لتحديد ما إذا كان مرشحو الحزب الحاليون سيفوزون أو يخسرون في الانتخابات المقبلة. تم إنشاء النموذج في عام 1981 بالتعاون مع عالم الزلازل الروسي فلاديمير كيليس بوروك، وكان مستوحى من البيانات من عام 1860 إلى عام 1980. ص>
"هذا النظام قادر على استخلاص العديد من العوامل الأساسية في الانتخابات والتي أثبتت تاريخيًا أن لها ارتباطًا كبيرًا بالنتائج."
منذ أن أطلق ليشتمان نموذجه لأول مرة، نجح في توقع نتائج العديد من الانتخابات الرئاسية، بما في ذلك إعادة انتخاب كلينتون، وبوش، وأوباما. من عام 1984 إلى عام 2020، بلغت نسبة دقة تنبؤات ليختمان 90%. وهذا يجعل نظريته أداة ومرجعًا مهمًا في مجتمع التحليل السياسي. ص>
ومع ذلك، بدءًا من عام 2020، شهد طريق ليختمان للتنبؤ تقلبات ومنعطفات. وعشية الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أعرب عن شكوكه بشأن إعادة انتخاب جو بايدن وقاوم بشدة معارضة ترشيحه. ص>
"إن دعوة بايدن للانسحاب من السباق هو أمر أحمق ومدمر، وسيجبر الحزب الديمقراطي على اتخاذ الاختيار الخاطئ".
في عام 2024، ومع إعلان بايدن انسحابه من الانتخابات وفوز نائبة الرئيس كامالا هاريس بترشيح الحزب الديمقراطي، توقع ليشتمان فوز هاريس بالانتخابات. إلا أن نتيجة الانتخابات فاز بها دونالد ترامب بشكل غير متوقع، مما جعله يواجه شكوكا وتأملات غير مسبوقة. ص>
"هذه هي المرة الأولى التي أخطئ فيها بشأن توقعاتي. لم أتوقع انخفاض دعم هاريس بسبب أدائها في المناظرة."
بالنسبة للانتخابات المقبلة، يظل ليختمان واثقًا من نموذجه، لكنه يعترف أيضًا بأن انتخابات عام 2024 ستكون بمثابة اضطراب غير عادي. ويرى أن الانتخابات المقبلة يجب أن تعتمد أكثر على الإجراءات الانتخابية المنتظمة، وسيكون نموذجه أكثر دقة في هذا السيناريو. ص>
والسؤال هو: هل تستطيع البيئة السياسية في بلادنا استعادة الخيارات العقلانية التي كانت سائدة في الماضي؟ مع انتشار معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، هل يتأثر حكم الناخبين حقا؟ هذه أسئلة تستحق تفكيرنا العميق. ص>