من الروضة إلى الجامعة: ما سر نظام التعليم في كندا؟

النظام التعليمي الكندي مفتوح وممول ومنظم من قبل الحكومات الفيدرالية والإقليمية والإقليمية. وتقع الرقابة على التعليم في المقام الأول على مستوى المحافظات، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى اختلاف الكتب المدرسية من مكان إلى آخر. بشكل عام، يمكن تقسيم التعليم في كندا إلى التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي اللاحق والتعليم العالي، وهناك خيارات باللغتين الإنجليزية والفرنسية في العديد من الأجزاء من كندا.

وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2022، أصبحت كندا الدولة الأكثر تعليماً في العالم، حيث يتلقى 57% من البالغين تعليمهم العالي.

فيما يتعلق بالتعليم العالي، يوجد في كندا العديد من الجامعات، وكلها تقريبا مدعومة من الأموال العامة. تأسست جامعة لافال في عام 1663، وهي أقدم مؤسسة للتعليم العالي في كندا، في حين تعد جامعة تورنتو الأكبر من حيث عدد الطلاب، حيث تضم أكثر من 85000 طالب. في الآونة الأخيرة، تم تصنيف أربع جامعات (جامعة تورنتو، وجامعة كولومبيا البريطانية، وجامعة ماكجيل، وجامعة ماكماستر) بانتظام ضمن أفضل 100 جامعة في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استثمارات كندا في التعليم كبيرة أيضاً، إذ تمثل نحو 5.3% من الناتج المحلي الإجمالي. ويؤدي هذا الاستثمار إلى رفع تكلفة التعليم الجامعي إلى أكثر من 20 ألف دولار. أظهر تقرير حديث أنه بحلول عام 2022، سيكون حوالي 89% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاماً حاصلين على مؤهل أكاديمي يعادل شهادة الثانوية العامة، وهو ما يتجاوز بكثير متوسط ​​منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 75%.

بالإضافة إلى ذلك، تتيح خيارات التعليم باللغتين الإنجليزية والفرنسية في المدرسة إمكانية تطوير تعليم ثنائي اللغة شامل.

الهيكل التعليمي وهيئات التقييم

في كندا، تقع مسؤولية التعليم في المقام الأول على عاتق الحكومات الإقليمية، وبالتالي هناك اختلافات كبيرة في أنظمة التعليم وأساليب الإدارة عبر المقاطعات. وتقتصر مسؤوليات الحكومة الفيدرالية التعليمية في المقام الأول على مجالات مثل الأكاديميات العسكرية، وأكاديمية خفر السواحل، وتمويل تعليم الشعوب الأصلية. وقد أدى هذا إلى تنوع أنظمة التعليم في مختلف المحافظات.

وفقا للتقرير، فإن حوالي 8.5% من الرجال و5.4% من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما لديهم أقل من شهادة الدراسة الثانوية. مع تغير سوق العمل، يتزايد الطلب على شهادات الثانوية العامة بسرعة، حيث تتطلب المزيد والمزيد من الوظائف من الباحثين عن عمل الحصول على شهادة الثانوية العامة أو شهادة جامعية.

وفقا لبرنامج تقييم الطلاب الدولي (PISA)، فإن أداء الطلاب الكنديين يفوق متوسط ​​منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الرياضيات والعلوم والقراءة.

الانقسامات الدينية واللغوية

ينص الدستور الكندي على الحماية لبعض أنواع المدارس الدينية واللغوية الممولة من القطاع العام. وتظهر برامج المدارس الفرعية التي تقدمها بعض المقاطعات أن التعليم في كندا لا يقتصر على المدارس العامة، بل يشمل أيضًا بعض الخيارات اللغوية والدينية. على سبيل المثال، تضم مدينة تورنتو أربعة مجالس مدرسية عامة، مجلسان مدرسيان ناطقان باللغة الإنجليزية ومجلسان مدرسيان ناطقان بالفرنسية، مما يعكس التنوع اللغوي في التعليم.

تبدأ معظم برامج التعليم الابتدائي والثانوي العام عادةً في مرحلة رياض الأطفال وتنتهي في الصف الثاني عشر. يختلف هيكل العام الدراسي ومدته من مقاطعة إلى أخرى، ولكن معظم المدارس العامة تبدأ في رياض الأطفال (عادة في سن الخامسة) وتنتهي في الصف الثاني عشر (حوالي سن السابعة عشر). يمكن للطلاب في بعض المقاطعات، مثل أونتاريو وكيبيك، اختيار تمديد فترة دراستهم في المدرسة الثانوية.

جودة التعليم وتحدياته

إن كندا تفكر وتنتقد باستمرار جودة التعليم. يعتقد البعض أن البيئة التعليمية الحالية تركز بشكل كبير على الأداء الأكاديمي وتهمل كيفية تنمية قدرات التفكير المستقل والنقدي لدى الطلاب. لقد أصبحت سياسات الترقي الاجتماعي، وتضخم الدرجات، ومعايير الجودة غير المتكافئة في النظام التعليمي، مصادر للتوتر في نظام التعليم الحالي.

ومع ذلك، لا تزال كندا مشهورة عالميًا بنظامها التعليمي عالي الجودة، وخاصة في التصنيفات الأكاديمية الدولية، حيث غالبًا ما تحتل مرتبة من بين الأفضل. وهذا يجعلنا نتساءل كيف سيكون مستقبل التعليم في كندا، وما إذا كان سيتمكن من الحفاظ على مكانته المتميزة في ظل التحديات والتجارب الصعبة.

Trending Knowledge

هل تعلم؟ لماذا تجتذب الجامعات الكندية أكثر من 57% من البالغين في العالم لمتابعة التعليم العالي؟
<ص> من المؤكد أن نظام التعليم العالي في كندا هو أحد أكثر الأنظمة احتراماً في العالم. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2022، تفتخر كندا بأنها واحدة من أكثر الدول
ما وراء الكتب: لماذا يتصدر الطلاب الكنديون تصنيفات برنامج التقييم الدولي للطلاب؟
في التقييمات الدولية الأخيرة، اجتذب أداء الطلاب الكنديين في PISA (برنامج تقييم الطلاب الدوليين) اهتمامًا واسع النطاق. ووفقا لتقرير عام 2022، فإن طلاب كندا البالغين من العمر 15 عاما يصنفون من بين الأفض
سر التعليم الكندي: لماذا يعد الخيار الأكثر شعبية في العالم؟
مع استمرار تغير نظام التعليم العالمي، نجح نظام التعليم في كندا في جذب انتباه المجتمع الدولي تدريجيًا في السنوات الأخيرة وأصبح الخيار الأول للعديد من الطلاب الدوليين. لماذا هذا؟ إن استكشاف العوامل المخ

Responses