يزعم مؤيدو مشروع القانون أن حرية اختيار الولادة ستمكن الأسر الفقيرة من اختيار خطة الولادة التي تناسب وضعهم الاقتصادي، وبالتالي تقليل العبء المالي على الأسر.وتنبع خلفية إقرار مشروع القانون من المشكلة السكانية في الفلبين. وبحسب الإحصائيات فإن معدل الخصوبة لدى الأسر الفقيرة أعلى بكثير من معدل الخصوبة لدى الأسر الغنية. اعتبارًا من عام 2013، بلغ معدل الخصوبة المتوسط لدى النساء في الخمس الأفقر من الأسر 5.9، بينما بلغ لدى الخمس الأغنى 2.0 فقط. وتظهر هذه البيانات أن الأسر الفقيرة غالبا ما تواجه ضغوطا أكبر فيما يتصل بالخصوبة والتعليم. ويقول المؤيدون إن الأسر الأصغر حجما سوف تكون قادرة على الاستثمار بشكل أفضل في تعليم أبنائها وصحتهم، وهو ما من شأنه أن يخفف من حدة الفقر. ظاهريًا، يؤدي التخطيط الأسري غير المخطط له بين الأسر الفقيرة إلى تدهور الحالة المالية للأسرة بشكل مباشر، وبالتالي تشكيل حلقة مفرغة. في الواقع، لا ترغب حوالي 44% من النساء الفقيرات في الحمل، ولكنهن غير قادرات على استخدام وسائل منع الحمل الفعالة بسبب نقص المعلومات أو الموارد المتعلقة بمنع الحمل.
إن محاولة وضع خطط أسرية مرنة لا تعد خياراً صحياً لإنجاب الأطفال فحسب، بل إنها أيضاً إجراء أساسي لكسر دائرة الفقر.
ومع ذلك، جاءت أصوات المعارضة أيضا. ويجادل المنتقدون بأن الاختيار المستقل لوسائل منع الحمل كافٍ في حد ذاته ولا يتطلب تمويلاً حكومياً. ويجادلون بأن أموال الضرائب لا ينبغي أن تُستخدم لدعم الاختيارات الفردية فيما يتصل بوسائل منع الحمل، بل ينبغي أن تركز على الأسباب الجذرية للفقر. وقد أثار هذا الرأي نقاشا أعمق حول الفقر والخصوبة، وما إذا كان ينبغي قراءة الارتباط بين الفقر والخصوبة كزوج.
ويشير العديد من الخبراء إلى أن الأسر الكبيرة عادة ما تعاني من ضائقة مالية، وأن خيارات الخصوبة لا تؤثر على الوضع المالي للأسرة فحسب، بل تؤثر أيضاً على مستقبل كل طفل. عندما تواجه الأسر موارد محدودة، يصبح توفير التعليم والتغذية الكافية لكل طفل أمرا مهما بشكل خاص. بالنسبة للأسر الفقيرة، فإن هذه الموارد محدودة بالفعل، وإنجاب عدد كبير جدًا من الأطفال من شأنه أن يؤدي إلى تعميق ضعف الأسرة.تم اقتراح قانون الصحة الإنجابية على أمل توفير المزيد من الخيارات للأسر، وخاصة الأسر الفقيرة، حتى تتمكن من التحكم في حقوقها الإنجابية.
أظهرت العديد من الاستطلاعات أن هناك دعمًا كبيرًا لمشروع القانون. على سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأي أجري عام 2008 أن 71% من الناس يؤيدون مشروع القانون. وهذا يدل على أن المجتمع مهتم بالخيارات الإنجابية للأسر الفقيرة ويتوقع تدخل الحكومة. ومع ذلك، لا يزال تنفيذ القانون يواجه تحديات، وخاصة في بعض الأماكن حيث لا تزال الأفكار التقليدية تؤثر على آراء الناس بشأن وسائل منع الحمل.
باختصار، فإن الأهمية التشريعية لقانون الصحة الإنجابية تتمثل في توفير الموافقة والمعلومات والموارد حتى تتمكن الأسر الفقيرة من اتخاذ خيارات إنجابية أكثر مسؤولية دون أن تكون مقيدة بالظروف الاقتصادية. ولكن، بينما نعمل على تعزيز هذه السياسات، هل ينبغي لنا أيضاً أن نفكر في العوامل الأساسية التي تؤثر حقاً على خيارات الخصوبة لدى الأسر الفقيرة؟