الاحتراق التلقائي هو مفهوم غريب حيث يشتعل جسم الإنسان ذاتيًا دون وجود مصدر خارجي واضح للاشتعال. ورغم أن وجود هذه الظاهرة لم يعترف به بعد المجتمع العلمي، إلا أن بعض الحالات التاريخية والسجلات الأدبية لا تزال تجعل هذه القضية مثيرة للاهتمام. ستستكشف هذه المقالة الخلفية والخصائص والتحقيقات العلمية والتفسيرات المحتملة للاحتراق التلقائي في محاولة لكشف هذه الظاهرة الغامضة.
تم صياغة مصطلح الاحتراق التلقائي لأول مرة من قبل بول رالي في عام 1746، لوصف الموت الغامض للمرأة الأرستقراطية، كونليليا زانكي باندي. ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن العديد من الحوادث المماثلة، مما جذب انتباهًا واسع النطاق من جانب المجتمع الطبي والجمهور. لقد حاول العلماء استكشاف إمكانية الاحتراق التلقائي من زوايا مختلفة، ولكن الإجماع العلمي الحالي هو أن حالات الاحتراق التلقائي غالبًا ما تنطوي على مصادر اشتعال خارجية غير مكتشفة.
تتمتع العديد من حالات الاحتراق التلقائي بخصائص مشتركة، بما في ذلك:
الضحايا هم في الغالب مدمنون على الكحول، وعادة ما يكونون من النساء الأكبر سناً. ولا تتضرر المواد القابلة للاشتعال المحيطة بأجسادهم بدرجة كبيرة، كما أن الرماد الذي يتبقى بعد حرق الجثث له رائحة كريهة قوية.
لقد جذبت هذه الخصائص انتباه العلماء، وخاصة في الأدبيات الطبية المبكرة، حيث تم النظر إليها على أنها نتيجة لتعاطي الكحول.
غالبًا ما يتم العثور على الاحتراق التلقائي للأجسام بالقرب من مصادر النار المشروعة، مثل الشموع والمصابيح والمدافئ.
وتوصلت الدراسة إلى أن معظم الضحايا في حوادث الحرائق هذه لم يتمكنوا من الاستجابة بشكل فعال وأصيبوا بالحروق بسبب المواد القابلة للاشتعال من حولهم.
تفسيرات محتملةمن المعتقد بشكل عام في المجتمع العلمي حاليًا أن الاحتراق التلقائي غالبًا ما يكون مصحوبًا بمصدر حريق خارجي، وأن الاحتراق التلقائي الحقيقي ظاهرة غير محتملة إلى حد كبير. وفي كثير من الحالات يعاني الضحايا من إعاقات جسدية مثل:
على سبيل المثال، يمكن لعملية التدخين أن تتسبب في اشتعال الملابس المحيطة، وتوفر الدهون الموجودة في الجسم الطاقة اللازمة لمواصلة الحرق."قد يتسبب كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من السمنة في إشعال حريق عن طريق الخطأ إذا لم يتمكنوا من الحركة."
في حين يظل المجتمع العلمي متشككًا بشأن الاحتراق التلقائي، فقد تم اقتراح عدد من النظريات البديلة التي تزيد من تعقيد القضية. على سبيل المثال، ذكر بعض الناس أن "الضغط النفسي" قد يكون أحد أسباب الاحتراق التلقائي، وحتى أن العلماء اقترحوا وجود بعض الجسيمات غير المؤكدة. إن هذا الوضع يفرض علينا أن نفكر في الحدود الفاصلة بين العلم والظواهر الغامضة.
غالبًا ما يتم ذكر الاحتراق التلقائي في الأدب والثقافة الشعبية، بدءًا من الشخصيات التي واجهت الموت في رواية Bleak Hill للكاتب تشارلز ديكنز وحتى الأفلام الحديثة التي تصور وفيات غير متوقعة لا يمكن تفسيرها على ما يبدو. إن الشعبية المستمرة لهذا الموضوع لا تظهر الاهتمام البشري المتأصل بالموت والغموض فحسب، بل تثير أيضًا تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة موجودة بالفعل.
عندما نواجه مثل هذه الظاهرة الغامضة، لا يمكننا إلا أن نسأل: في المجال الذي لا يستطيع العلم تفسيره، هل يجب علينا ربط كل الظواهر الممكنة من أجل الوصول إلى فهم أكثر شمولاً؟