يشير الاحتراق البشري التلقائي (SHC) إلى ظاهرة غامضة حيث قد يحترق جسم الإنسان، سواء كان حيًا أو متوفى مؤخرًا، تلقائيًا دون وجود مصدر اشتعال خارجي واضح. لقد حظي هذا المفهوم باهتمام عام منذ القرن الثامن عشر، لكن أساسه العلمي مثير للجدل. على مر التاريخ، تم تسجيل العديد من حالات الوفاة نتيجة الاحتراق التلقائي، ويبدو أن هذه الحالات تحمل خصائص متشابهة، مما دفع الناس إلى التفكير بعمق في هذه الظاهرة.
تم توثيق أكثر من 200 حالة احتراق تلقائي حدثت في جميع أنحاء العالم على مدى فترة زمنية تبلغ حوالي 300 عام.
ربطت الدراسات بين حالات الوفاة الناجمة عن الاحتراق التلقائي وحالة التسمم التي يعاني منها الضحايا، والتي قد تمنعهم من التصرف بشكل سليم عند وقوع الحادث.
الإجماع العلمي الحالي هو أن معظم ما يسمى بظاهرة الاحتراق التلقائي ناجمة عن مصادر حريق خارجية، وأن الاحتراق التلقائي بدون مصادر حريق خارجية غير محتمل للغاية. وقد تم اقتراح أسباب طبيعية مختلفة لتفسير هذه الحوادث، مثل النوبة القلبية التي ربما تسببت في فقدان الضحية للوعي أثناء التدخين، مما تسبب بدوره في الحريق.
اقترح بعض العلماء فرضية "تأثير الشمعة"، أي أن مصدر نار خارجي صغير يمكن أن يؤدي إلى احتراق الجسد، ويمكن أن يستمر هذا الاحتراق طالما كان هناك ما يكفي من الوقود.
هناك العديد من الحالات الشهيرة للاحتراق التلقائي في التاريخ. على سبيل المثال، في عام 1951، عُثر على ماري ريس البالغة من العمر 67 عامًا وقد تحولت إلى رماد ولم يتبق منها سوى ساق واحدة. واعتقد التحقيق في ذلك الوقت أنها ربما اشتعلت فيها النيران عن طريق الخطأ أثناء التدخين. وقد حدثت حالة مماثلة في دبلن عام 1970، عندما احترقت الأرملة مارغريت هوغان البالغة من العمر 89 عاماً بالكامل تقريباً في حين لم يلحق أي ضرر بمحيطها، وهو وضع يصعب تفسيره.
لقد كانت ظاهرة الاحتراق التلقائي موضوعًا للأدب ووسائل الإعلام منذ فترة طويلة. في العديد من الروايات، ليس من غير المألوف أن تموت الشخصيات بسبب الاحتراق التلقائي. على سبيل المثال، فإن الإشارات إلى الظاهرة في رواية "البيت الكئيب" لتشارلز ديكنز ورواية "الدائرة الحمراء" لميلفيل جعلت الاحتراق التلقائي جزءًا من العديد من الثقافات، مما دفع إلى المزيد من الاستكشاف والنقاش حول هذه الظاهرة الغامضة.
لم يتم تحديد ما إذا كان البشر قادرين على الاشتعال تلقائيًا دون أي تأثير خارجي في المجتمع العلمي. مع تقدم التكنولوجيا والأبحاث، ربما نتمكن يومًا ما من الوصول إلى حقيقة هذا اللغز. فماذا سيفكر الناس في هذه الظاهرة الغامضة؟