<ص> معدل البطالة الطبيعي هو نظرية لا تزال مقبولة على نطاق واسع في مجتمع الاقتصاد. يتم تعريفه على أنه معدل البطالة الذي يتم ملاحظته في نظام اقتصادي عندما يصل الوضع الاقتصادي إلى "التوازن الطويل الأجل". وهذا يعني أنه حتى في الاقتصاد "الصحّي"، سوف تظل هناك درجة ما من البطالة بسبب البطالة الاحتكاكية والبنيوية. <ص> تشير البطالة الاحتكاكية عادة إلى البطالة المؤقتة حيث يبحث الناس عن وظائف جديدة أو يغيرون مساراتهم المهنية، في حين تنتج البطالة الهيكلية عن التحول الاقتصادي أو عدم توافق المهارات. إن وجود هذه العوامل يعني أنه حتى عندما ينمو الاقتصاد بشكل مطرد، ستظل هناك نسبة معينة من العاطلين عن العمل. كان فريدمان أول من اقترح مفهوم معدل البطالة الطبيعي بوضوح في خطابه عام 1968 أمام الجمعية الاقتصادية الأميركية، مشيراً إلى أن مستوى البطالة الحالي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعيوب الحقيقية في البنية الاقتصادية وظروف السوق.يظهر مفهوم معدل البطالة الطبيعي أن "التشغيل الكامل" في الاقتصاد لا يعني "عدم وجود بطالة على الإطلاق".
<ص> وبالإضافة إلى ذلك، أشار فريدمان إلى أن المعدل الطبيعي للبطالة يتأثر بجانب العرض في الاقتصاد، بما في ذلك القدرة الإنتاجية وخصائص المؤسسات الاقتصادية. إذا كانت هناك عدم توافق طويل الأمد بين الأدوار في سوق العمل أو جمود الأجور الحقيقية، فإن المعدل الطبيعي للبطالة قد يؤدي إلى بطالة لا معنى لها. ومن ثم، عندما يحاول صناع السياسات الحد من البطالة، يتعين عليهم أن يفهموا أن الاعتماد فقط على سياسات إدارة الطلب (مثل السياسة النقدية) لا يمكن أن يغير معدل البطالة الطبيعي بشكل دائم، ويجب عليهم اللجوء إلى سياسات هيكلية لضبط جانب العرض في الاقتصاد. <ص> وكما يشير خبراء الاقتصاد، فإن ما بين ثلثي إلى ثلثي خبراء الاقتصاد يتفقون عموما على أن هناك معدلا طبيعيا للبطالة يتجه إليه الاقتصاد في الأمد البعيد. ويعكس القبول الواسع النطاق لهذا الرأي الارتباط العميق بين النظرية والواقع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتقييم الصحة الاقتصادية وجودة الوظائف.وكما قال فريدمان: "في أي لحظة زمنية معينة، هناك مستوى من البطالة تتوافق خصائصه مع هيكل التوازن للأجور الحقيقية".
ويشير منتقدو المعدل الطبيعي للبطالة إلى أن البيانات التاريخية تظهر أن العودة إلى البطالة لا تتبع دائمًا المعدل الطبيعي المتوقع للبطالة.<ص> وعلاوة على ذلك، اقترح العديد من خبراء الاقتصاد أن نطاق معدلات البطالة قد يكون أشبه بنطاق طبيعي وليس نقطة توازن واحدة. على سبيل المثال، وفقاً لبعض النماذج، قد لا يعود معدل البطالة بعد الصدمة الاقتصادية إلى ما يسمى بالمعدل الطبيعي للبطالة، وهو ما يتناقض مع النظرية الاقتصادية التقليدية. <ص> باختصار، لا يزال مفهوم المعدل الطبيعي للبطالة يثير الجدل، وهو ما يظهر أهميته لفهم الاقتصاد. وهذا لا يجعل صناع القرار يدركون تعقيد مشكلة البطالة فحسب، بل يشير أيضاً إلى الدور الذي يجب أن تلعبه الإصلاحات الهيكلية في استقرار العمالة وزيادتها. في هذه الحالة، كيف يمكننا إيجاد نقطة التوازن لخفض البطالة أثناء التنمية الاقتصادية؟