الطلب الكامن والطلب المستحث: كيف نكشف الغموض الكامن وراء تدفق حركة المرور؟

في تخطيط النقل، غالبًا ما يكون مفهوم "الطلب المستحث" موضوعًا لمناقشات ساخنة، خاصة في المناقشات حول توسيع أنظمة النقل. ومن بينها، يصف الطلب المستحث ظاهرة ارتفاع الطلب الناجم عن زيادة العرض، مما يعني أنه مع توسع البنية التحتية للنقل، يملأ السائقون الجدد بسرعة الطرق الجديدة الموسعة، مما يؤدي إلى ازدحام جديد. وهذا يجعل الناس يتساءلون، كيف يمكننا كسر هذه الحلقة وإيجاد حلول نقل أكثر فعالية؟

"المزيد من الطرق لن يغير المشكلة الأساسية لتدفق حركة المرور، ولكنه قد يؤدي إلى زيادة الازدحام."

وفقًا للبحث، يشير "الطلب المستحث" إلى ظاهرة أنه عندما يزيد عرض حركة المرور، يزداد الطلب على حركة المرور المصاحب. بدأت هذه النظرية في بداية القرن العشرين، وقد جذبت اهتمام العديد من الجوانب مثل السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع في العقود القليلة الماضية. وراء الجدل الدائر حول التوسع في وسائل النقل، غالبًا ما تكون هناك مكونات معقدة، مثل عادات سفر الأشخاص وردود أفعالهم النفسية، والتي قد تتسبب في ازدحام الطرق المبنية حديثًا بحركة المرور بسرعة.

وفقًا لتعريف CityLab، فإن الطلب المستحث هو مصطلح شامل يستخدم لشرح التفاعلات المختلفة التي تتسبب في وصول الطرق الجديدة بسرعة إلى حالة التشبع. قد يكون هناك طلب كامن كبير في المناطق سريعة النمو، حيث لم يتم تصميم العديد من الطرق في الأصل لاستيعاب الأعداد السكانية الحالية. سيكون لدى العديد من الطرق السريعة عدد كبير من السائقين على الطريق مباشرة بعد فتح الممرات الجديدة، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث ازدحام.

"الطلب الكامن غالبًا ما يكون طلبًا لا يمكن تحقيقه إلا بعد ظهور بنية تحتية جديدة."

يثير مفهوم الطلب الكامن العديد من الأسئلة الرئيسية: هل سيظل الطلب الماضي موجودًا مع توسع وسائل النقل؟ فهل يأتي الزخم للتغيير من التحول في وسائل النقل، مثل الاختيار من وسائل النقل العام إلى السيارات الخاصة؟ ربما هذه هي القضية التي يحتاج المخططون الحضريون إلى التفكير فيها بعمق.

وفقًا للتحليل التاريخي، فإن الطلب المحتمل معروف منذ سنوات عديدة. وكان يطلق عليها ذات يوم اسم "توليد حركة المرور"، وهي حاجة خفية لم تتحقق بسبب عدم كفاية البنية التحتية. في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن العشرين، لاحظ المسؤولون التنفيذيون في مجال السكك الحديدية الكهربائية في سانت لويس أن توسيع الطرق سيؤدي إلى زيادة حركة المرور. وفي نيويورك، أثبتت خطة بناء الطرق السريعة التي وضعها "الباني الكبير" الشهير روبرت موزس في نهاية المطاف أنه بدلا من الحد من الازدحام المروري، فإن توسيع الطريق سيؤدي إلى نتائج عكسية، مما يؤدي إلى مشاكل الازدحام عبر ثلاثة جسور.

"إن توسيع الطرق السريعة بدون نظام مروري متوازن لن يحل بشكل أساسي الازدحام المروري."

ومع ذلك، فإن عكس الطلب المستحث هو ما يسمى "الطلب المنخفض". وتستحق هذه الظاهرة أيضًا الاهتمام في تخطيط النقل، لأن أنماط سلوك الناس سوف تتكيف مع التغيرات في بيئة النقل. على سبيل المثال، عندما تتوفر خيارات نقل جديدة، قد يختار بعض السائقين وسائل نقل أخرى أو يسافرون خارج فترات الذروة.

وفقًا للأبحاث، يمكن أن تأتي حركة المرور الجديدة على المدى القصير من مصدرين: السفر المحول وحركة المرور المستحثة. الرحلات المحولة هي عندما يغير الأشخاص مساراتهم لتجنب أوقات الذروة، في حين تشير حركة المرور المستحثة إلى رحلات السيارات الجديدة التي تحدث عندما تنخفض تكاليف النقل البري. كل هذا يشير إلى استنتاج مشترك، وهو أن هناك علاقة دائمة وتفاعلية بين بناء الطرق والطلب على وسائل النقل.

من منظور السياسة، في حين أن العديد من المخططين سيأخذون في الاعتبار نمو حركة المرور في المستقبل، فإن حساب النمو هذا لا يعكس بالضرورة حركة المرور الناتجة عن الطرق الجديدة. وينتج عن ذلك توسعات جديدة للمنشأة غالبًا ما تفشل في الاستجابة بفعالية لمتطلبات حركة المرور المباشرة.

"لا يمكننا توسيع الطرق إلى أجل غير مسمى لمجرد أننا نحتاج إليها."

استجابة للتحديات المرورية الحالية، اختارت بعض المدن، مثل بوغوتا في كولومبيا، الاستثمار في البنية التحتية للدراجات. ولا يشجع هذا الحل المواطنين على اختيار طرق سفر أكثر استدامة فحسب، بل يقلل أيضًا بشكل فعال من الازدحام المروري وانبعاثات الكربون. وفي المقابل، يبدو أن إنشاء الطرق التقليدية يكرر نفس النمط، لكنه قد لا يساعد في حل التحديات المرورية المتزايدة الخطورة.

في مواجهة المستقبل، لا يمكن لمخططي النقل الاعتماد على توسيع الطرق لتلبية احتياجات النقل فحسب، بل يحتاجون أيضًا إلى إجراء تفكير وتخطيط أكثر شمولاً. ومع تسارع التوسع الحضري، فهل حان الوقت لدراسة العلاقة بين الطلب المستحث والطلب الكامن والبحث عن حلول أكثر فعالية للتخلص من هذه الدورة التي تبدو لا نهاية لها من مشاكل المرور؟

Trending Knowledge

التوسع الحضري والازدحام المروري: لماذا يؤدي كل طريق جديد إلى زيادة حركة المرور؟
مع التوسع السريع للمدن، أصبح الازدحام المروري مشكلة أكثر خطورة، وخاصة بعد بناء الطرق الجديدة، حيث غالبا ما تأتي الخطة الأصلية لتحسين حركة المرور بنتائج عكسية. وتسمى هذه الظاهرة في الاقتصاد بـ "الطلب ا
nan
<blockquote> في تقنية أشباه الموصلات الحديثة ، يتزايد تطبيق نيتريد الغاليوم الإنديوم (INGAN) بسرعة. </blockquote> إنديوم غاليوم نيتريد (إنغان) هو مادة أشباه الموصلات مصنوعة من مزيج من نيتريد الغالي
هل يمكن لتوسيع الطرق أن يحل مشكلة الازدحام المروري حقا؟ وما هي الحقيقة الاقتصادية وراء ذلك؟
في عملية التنمية الحضرية، أصبح الازدحام المروري أحد التحديات الكبرى التي تواجه المدن في جميع أنحاء العالم. ولمعالجة هذه المشكلة، غالبا ما تختار الحكومات المحلية حل مشاكل المرور من خلال توسيع الطرق. ول

Responses