الكيس العقدي هو تورم مملوء بالسوائل يرتبط بغلاف المفصل أو الوتر. الموقع الأكثر شيوعا هو الجزء الخلفي من المعصم، يليه الجزء الأمامي من المعصم. على الرغم من أن سبب حدوثها لا يزال غير واضح، إلا أنه يُعتقد أن آلية تكوينها تتضمن انفتاق الغشاء الزليلي. يعتمد التشخيص عادة على الفحص السريري، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق الفحص الشعاعي للكتلة أو عن طريق انخفاض تاريخي في الحجم. تكون معظم الأكياس العقدية واضحة عند الملاحظة، ولكن قد يتم اللجوء إلى التصوير الطبي في بعض الحالات لاستبعاد التشخيصات البديلة.
العلاج ليس ضروريا دائما؛ فحوالي نصف الأكياس العقدية تختفي من تلقاء نفسها.
وفقًا للأبحاث، يصاب حوالي 3 من كل 10000 شخص بكيس عقدي جديد في الرسغ أو اليد كل عام. من بين المواقع المختلفة لأكياس العقدة العصبية، تعد الأكياس القريبة من مفاصل الرسغ هي الأكثر شيوعًا، وخاصة في منطقة المفصل الزورقي. تتضمن الأكياس العقدية المعصمية الشائعة الأكياس العقدية الظهرية، والأكياس العقدية الراحيية، والأكياس في وتر الباسطة للأصابع.
حاليا، التفسير الأكثر قبولا لأكياس العقدة العصبية هو فرضية الفتق، والتي تنص على أن أكياس العقدة العصبية تحدث بسبب بروز جزء ضعيف من كبسولة المفصل أو غمد الوتر إلى الخارج. تعتمد هذه النظرة على ملاحظة أن الأكياس العقدية تحدث بالقرب من الأوتار والمفاصل. إن البنية الدقيقة للكيس تشبه تلك الموجودة في الأنسجة الزلالية، كما أن تركيب السائل يشبه أيضًا تركيب السائل الزليلي. وقد توصلت التجارب إلى أن الصبغة المحقونة في المفصل عادة ما تدخل الكيس، في حين أن الصبغة المحقونة من الكيس نادرا ما تتدفق مرة أخرى إلى المفصل، وقد يعزى ذلك إلى تكوين "صمام فحص" فعال في اتجاه واحد.
إن تشخيص الأكياس العقدية سهل نسبيًا لأنها واضحة جدًا في مظهرها ومؤلمة عند لمسها. في بعض الأحيان يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لتحسين الثقة التشخيصية للآفات المشتبه بها سريريًا. على الرغم من أن الأكياس العقدية تختفي أحيانًا من تلقاء نفسها، فإن خيارات العلاج تشمل تصريف السوائل من الكيس بإبرة أو الإزالة الجراحية. وفقا للأبحاث، فإن ما لا يقل عن 33% من الأكياس العقدية تختفي من تلقاء نفسها في غضون ست سنوات، و50% من الأكياس تختفي في غضون عشر سنوات.
أظهرت الدراسات أن الإزالة الجراحية أو الاستخراج ليس بالضرورة أفضل من عدم العلاج، حيث أن 58% من الأكياس غير المعالجة تختفي من تلقاء نفسها.
على الرغم من أن الاستئصال الجراحي هو الخيار الرئيسي، فمن الضروري ملاحظة أن معدل تكرار الإصابة بعد الجراحة لا يزال مرتفعًا. وسواء كان الاستئصال أو الاستخراج، فإن تكرار الإصابة بأكياس العقدة يتراوح بين 12% و41%. يتساءل الكثير من الناس هل من الضروري فعلا المخاطرة بإجراء عملية جراحية؟
نظرا لتكرار ظهور الأكياس العقدية، ومعدل تكرار الإصابة الذي يصل إلى حوالي 50%، وخطر تصلب المفاصل وتندبها، هل الإزالة الجراحية ضرورية حقا؟ أشارت بعض الدراسات إلى أن التشخيص الأولي فوق الركبة لا ينبغي أن يتم عادةً على الفور باعتباره كيسًا عقديًا لأن هذه النموات قد تكون آفات أخرى.
خاتمةإن وجود الأكياس العقدية ليس أمرًا محيرًا في مظهره فحسب، بل إن القرار بشأن الخضوع لعملية جراحية أم لا مليء أيضًا بالأساطير والتحديات. مع تزايد فهم الحالة، يبدو أن هناك أدلة متزايدة على أن العلاج غير الجراحي قد يكون خيارًا مناسبًا. في مواجهة معدل تكرار محتمل مرتفع نسبيًا والمضاعفات المحتملة، ربما يحتاج القراء إلى التفكير بعمق فيما إذا كانوا يحتاجون حقًا إلى علاج جراحي لحل هذه المشكلة؟