في عالم الفن اليوم، أصبحت "وجهات النظر الست" إطارًا إبداعيًا وتحليليًا جديدًا يتحدى الاعتماد على الهياكل الثابتة والسرد الخطي في فنون الأداء التقليدية. إن هذا التدريس المبني على الحركة والممارسة الفنية لا يعيد تشكيل العلاقة بين الممثلين والفضاء والعواطف وأجسادهم فحسب، بل يدفع الفنون المسرحية أيضًا إلى الابتعاد عن الأداء المجزأ إلى نموذج إبداعي مشترك أكثر سلاسة وانفتاحًا.
ست وجهات نظر هو نهج فني تفكيكي يبدأ من ستة مواد: الفضاء، والشكل، والوقت، والعاطفة، والحركة، والقصة، ويستكشف كيف يمكن إعادة تجميعها في بيئة غير هرمية.
يتمثل جوهر وجهات النظر الست في مبدأ "الأفقية"، الذي يؤكد على التنظيم غير الهرمي لعناصر الأداء. وفيها يصبح التعاون المشترك بين المؤدين والمبدعين هو المحور، ويجب على الممثلين الاستفادة الكاملة من دوافعهم الجسدية وتجاربهم الشخصية ليصبحوا جزءًا لا غنى عنه من العملية الإبداعية.
يعتقد أوفري أن هذا التحول في التركيز يعيد تعريف دور الفن والفنانين، من عقلية "المبدع" إلى عقلية "المراقب/المشارك"، والإبداع بطريقة شاهدة وتفاعلية.
تتضمن وجهات النظر الستة (SSTEMS) المكان والشكل والوقت والعاطفة والحركة والقصة. في إطار هذه العناصر، يتم تشجيع الفنان على التعامل مع كل عنصر باعتباره كيانًا مستقلاً والتخلي عن أي رغبة في التحكم في المادة.
بدلاً من التركيز على قصص وعواطف محددة، فإن وجهة نظر أوفري تسمح لهذه العناصر الستة بقيادة المحادثة أثناء العملية الإبداعية، وبالتالي تعزيز أشكال جديدة من لغة المسرح.
في كتابهما "كتاب وجهات النظر: دليل عملي لوجهات النظر والتكوين"، قامت آن بوغارت وتينا لاندو بتوسيع وجهات النظر الست لتشمل وجهات نظر رئيسية تتعلق بالزمان والمكان، بالإضافة إلى وجهة نظر الصوت. ومن خلال تقديم هذه المفاهيم، يمكن للمؤدين تطبيق هذه المنظورات أثناء التدريب والأداء لتشكيل جمالية مسرحية فريدة من نوعها.
إن منظور بوغارت ليس مجرد تقنية مادية فحسب، بل هو أيضًا مزيج من الفلسفة والروح والجماليات، مما يسمح للممثل بالاندماج في البيئة على المسرح وإنشاء اتصال أعمق مع الجمهور.
في سعينا نحو الفنون المسرحية، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان ينبغي للفنانين أن يخرجوا من الوضع الإبداعي المتأصل ويتجهوا إلى شكل أكثر حرية من أشكال التعبير، بحيث يمكن لكل فنان أن يصبح جزءًا من الإبداع المشترك؟