"إن التفسير الخاطئ للفوتونات هو ما سيكون ملموسًا طوال الوقت."
إن مفتاح تجربة الاختيار المتأخر هو أنها تظهر أن السلوك الكمي يعتمد على الإعداد التجريبي. ومن خلال التلاعب بذكاء بالإعداد التجريبي، يمكن للباحثين أن يقرروا مراقبة الفوتون كموجة أو جسيم قبل وصوله إلى الكاشف، وهو ما يشكل تحديا لمفاهيمنا التقليدية عن الزمن والسببية.
على سبيل المثال، في تجربة الشق المزدوج الشائعة، عندما تمر الفوتونات عبر الشقين، يمكنها نظريًا أن تتصرف كموجات وجسيمات في نفس الوقت. عندما تلتقي دالتا الموجة على شاشة الكشف، يتم إنشاء نمط تداخل؛ إذا قمنا بتغيير الطريقة التي نلاحظ بها الفوتون أثناء مروره، فإن تأثير التداخل سوف يختفي. هذه الظاهرة تجعل الناس فضوليين، كيف تتخذ الفوتونات مثل هذا "القرار"؟
واقترح ويلر أيضًا نسخة كونية من تجربة الاختيار المتأخر، على افتراض أن الفوتونات القادمة من مليارات السنين الضوئية سوف تتأثر بتأثير العدسة الجاذبية للأجرام السماوية الأخرى عند اقترابها من أرضنا. يظهر هذا الفوتون صورتين بعد وصوله إلى الأرض. هل هذا لأنه اختار مسارًا معينًا، أم لأننا نؤثر على سلوكه عندما نختار كيفية مراقبته؟ إن مثل هذا التفكير يجعلنا ندرك مدى أهمية دور المراقب في العالم الكمومي."في اللحظة الأخيرة عندما وصل الفوتون، كان اختيارنا هو الذي غيّر نتيجته."
مع تقدم العلم والتكنولوجيا، تمكن العلماء المعاصرون من التحقق من مفاهيم ويلر من خلال التجارب عدة مرات. ومن المرجح أن "تقرر" الفوتونات سلوكها أثناء رحلتها الطويلة عندما تستخدم التكنولوجيا الحديثة للتلاعب بالمعلمات التجريبية، مثل إضافة أو إزالة شاشات التداخل من التجربة في محاولة للتأثير على الطبيعة الموجية للفوتونات. وهذا يثبت أن الملاحظة ليست مجرد عملية سلبية، بل هي أقرب إلى فعل يمكن أن يؤثر بشكل عكسي على العالم.
"كل تجربة هي بمثابة استكشاف جديد للعالم الكمي، مما يتحدى فهمنا لطبيعة الواقع."
من خلال الجمع بين تجربة الاختيار الكمومي المتأخر، لم يعد العلماء يعتمدون على التأخيرات الميكانيكية التقليدية، بل يستخدمون التأثيرات الكمومية للتحكم في "الاختيار" لإنشاء تراكبات من سلوك الجسيمات أو سلوك الموجة. وهذا لا يحسن فهمنا للظواهر الكمومية فحسب، بل يتحدى أيضًا حدود الفيزياء الكلاسيكية. لقد أتاحت لنا هذه السلسلة من التطورات أن نفكر بشكل أفضل في عجائب وأسرار العالم الكمومي. على سبيل المثال، في الكون الكمومي، ما هي العلاقة بين الحقيقة المحددة وإدراكنا؟