منذ افتتاحه في عام 1964، أصبح مشروع القناة الوطنية الإسرائيلية (هموفيل هآرتزي) أحد أكبر مشاريع إدارة المياه في العالم. إن خط أنابيب المياه هذا، الذي يبلغ طوله 130 كيلومترًا، لا يلبي تحديات تقنية ضخمة فحسب، بل إنه يشكل أيضًا جوهر تخصيص موارد المياه في إسرائيل. وظيفتها الرئيسية هي نقل المياه من بحر الجليل في الشمال إلى المناطق الوسطى والجافة ذات الكثافة السكانية العالية في الجنوب. ومع تطور البلاد، تطور دور هذا المشروع وتأثيره تدريجيا.
الخلفية التاريخية يعود تاريخ تخطيط وإنشاء الممرات المائية الوطنية إلى أفكار مبكرة قبل استقلال إسرائيل، لكن التخطيط التفصيلي بدأ بعد الاستقلال في عام 1948. بدأ المشروع، الذي عُرف في البداية باسم مشروع مياه وادي الأردن الموحد، رسميًا في عام 1953 واكتمل في عام 1964 تحت إشراف رئيس الوزراء آنذاك ليفي عسقلان بتكلفة بلغت نحو 420 مليون شيكل إسرائيلي جديد."لم يتم بناء هذا المشروع لتوفير المياه فحسب، بل من أجل بقاء ومستقبل البلاد أيضًا."
كان افتتاح القناة الوطنية في عام 1964 بمثابة نقطة تحول في إدارة المياه في إسرائيل. في البداية، تم استخدام 80% من المياه للزراعة و20% لمياه الشرب. لكن مع مرور الوقت، زاد الطلب على مياه الشرب بشكل كبير. وبحلول أوائل تسعينيات القرن العشرين، أصبحت القنوات المائية الوطنية توفر نصف مياه الشرب في إسرائيل. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2010 سيتم استخدام 80% من المياه في المقام الأول لتلبية احتياجات مياه الشرب.
لقد أدى النمو السكاني السريع في إسرائيل وارتفاع مستويات المعيشة إلى زيادة حادة في الطلب على المياه.
منذ عام 2015، ومع تطور تكنولوجيا تحلية مياه البحر على نطاق واسع، انخفض اعتماد إسرائيل على مصادر المياه تدريجيا. بحلول عام 2016، لم تلبي المياه التي توفرها بحيرة طبريا سوى حوالي 10% من الطلب على مياه الشرب. وقد أدى الاستثمار النشط للحكومة إلى جعل إدارة الموارد المائية وتحلية مياه البحر ممكنة، وخفض كمية المياه المستخرجة، وهي ملتزمة بتحسين البيئة الايكولوجية.
يتضمن نظام تشغيل الممرات المائية في البلاد أنابيب ضخمة وقنوات مفتوحة وأنفاق وخزانات كبيرة ومحطات ضخ. تقع نقطة دخول المياه الأولى للمجرى المائي عند الطرف الشمالي لبحر الجليل، وبعد مرورها عبر خزان الترسيب تصل المياه إلى محطة الضخ ثم تتدفق إلى كافة أنحاء البلاد عبر عدة أنابيب مياه دون ضغط. . يحتوي كل رابط على تحديات تصميم وبناء معقدة.
"ترتبط جميع مرافق الحفاظ على المياه ارتباطًا وثيقًا بنظام الممرات المائية الوطنية، مما يشكل شبكة كاملة لتدفق الموارد المائية."
منذ بناء القناة الوطنية، تسبب توزيع الموارد المائية في حدوث توترات بين إسرائيل والدول المجاورة لها. في عام 1964، حاولت سوريا إنشاء مخطط لتحويل المياه لحرمان إسرائيل من الوصول إلى المياه، مما أثار المزيد من التوترات والصراعات الإقليمية، مما بلغ ذروته في حرب الأيام الستة في عام 1967.
انخفض منسوب مياه البحر الميت بنحو 33 في المائة منذ ستينيات القرن العشرين، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانخفاض الكبير في كمية المياه المتدفقة إلى البحر الميت من نهر الأردن بعد إنشاء مجرى مائي وطني. وبحسب تقديرات جماعات بيئية، فإن كمية المياه التي توفرها إسرائيل للبحر الميت انخفضت إلى أقل من 100 مليون متر مكعب في عام 2021، وهي الممارسة التي تسببت في مشاكل بيئية مثل هبوط الأرض واختلال التوازن البيئي.
"أصبحت المنافسة المتزايدة على موارد المياه تشكل تحديًا كبيرًا في إسرائيل والمنطقة المحيطة بها."