في بيئة التعليم والتعلم الحديثة، أصبحت كيفية تحسين نتائج التعلم موضوعًا بحثيًا مهمًا. استناداً إلى الأبحاث في مجال علم النفس، تعتبر الممارسة الموزعة (التكرار الموزع، أو تأثير التباعد، أو الممارسة المنتشرة) استراتيجية تعلم فعالة. تؤكد هذه الطريقة على توزيع وقت التدريب على فترة زمنية أطول بدلاً من تركيز كل محتوى التعلم في فترة زمنية قصيرة مرة واحدة. وتسمى هذه الظاهرة بتأثير التباعد.
يتعلم البشر والحيوانات الأخرى العناصر الموجودة في القائمة بكفاءة أكبر إذا قاموا بتوزيع التعلم على جلسات متعددة.
أظهرت الأبحاث أن الممارسة الموزعة أكثر فعالية بشكل كبير من التعلم الجماعي، على عكس الممارسة القصيرة والممتدة. على سبيل المثال، إذا أخذنا الامتحانات، فإن توزيع دراستك على عدة أيام سيساعدك على الاحتفاظ بمعلومات أكثر من المذاكرة مباشرة قبل الامتحان.
الخلفية التاريخية تم اكتشاف مفهوم التعلم الموزع لأول مرة من قبل عالم النفس الألماني هيرمان إبينجهاوس. أجرى تجارب على نفسه حول ذاكرة المقاطع غير المفهومة واكتشف فوائد التعلم المتباعد. وبمرور الوقت، أكدت المزيد من الأبحاث هذا الأمر. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها آرون بادلي ولونجمان عام 1978 أن سعاة البريد تعلموا الكتابة على الآلة الكاتبة بشكل أفضل من خلال التدريب الموزع وليس من خلال التدريب الجماعي.هناك مجموعة متنوعة من الوظائف النفسية المسؤولة عن فوائد الممارسة الموزعة، وأكثرها شيوعًا هي التعلم الإجرائي، وتأثيرات التمهيد، والتذكر الممتد.
التعلم الإجرائي هو دمج الأنظمة العصبية ذات الصلة من خلال تكرار الأنشطة المعقدة. إن توزيع التدريب على فترات زمنية طويلة هو أفضل طريقة لأداء التعلم الإجرائي. فمن خلال توزيع التدريب بالتساوي على فترة زمنية أطول، ستتمكن من تحسين قدرتك على تعلم المهارة بشكل فعال.
يحدث التحضير عندما يؤثر التعرض الأولي القصير لمحفز ما على التذكر أو الإدراك اللاحق. ومع زيادة عدد مرات التعلم، فإن تعزيز تأثير الإلهام سيساعد على تذكر المزيد من المعلومات، وبالتالي تحسين كفاءة التعلم.
يشير التذكير الممتد إلى جدول دراسي يتزايد فيه التأخير في اختبار العناصر تدريجيًا بعد الاختبار الأولي. تعتمد هذه الظاهرة على تقوية الذاكرة لتحسين كفاءة التعلم. إن الممارسة الموزعة لها تأثير فعال على توسيع التذكر ويمكن أن تعزز توطيد الذاكرة.
تم اقتراح نظريات مختلفة لشرح تأثير التباعد في مهام التذكير الحر والذاكرة الموجهة. اقترح روبرت جرين نظرية مكونة من عاملين لتأثير التباعد، والتي تنص على أن التعلم الموزع يمكن أن يسهل استرجاع الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك دراسات توضح فعالية التحليل الدلالي والاستنباط في مهام الذاكرة الموجهة.
لقد تم تطبيق تأثير الممارسة الموزعة في العديد من المجالات، بما في ذلك الإعلان. على سبيل المثال، لا تعد استراتيجية تشغيل نفس الإعلان بشكل مستمر فعالة، في حين أن تشغيل إصدارات مختلفة من الإعلان بشكل منفصل سيكون أكثر تأثيرًا. بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للأفراد الذين يعانون من ضعف الذاكرة، فإن الممارسة الموزعة يمكن أن تساعدهم على إتقان المهارات الجديدة بشكل أفضل.
يستخدم التعلم الموزع على نطاق واسع في العديد من أساليب التعلم، مثل طريقة Pimsleur ونظام Leitner، والتي تستخدم مبدأ التكرار المتباعد لتحسين نتائج التعلم.
يتعلق الأساس البيولوجي للتعلم بشكل أساسي بتكوين الذاكرة، وخاصة فيما يتعلق بالمعرفة الدلالية، ويلعب الحُصين والقشرة الشمية المحيطة به دورًا مهمًا في التعلم. وقد أظهرت الدراسات التجريبية أنه على الرغم من أن بعض المرضى لا يزالون قادرين على تحقيق بعض التقدم على الرغم من الضرر الذي لحق بالحُصين، إلا أن فعاليتهم الإجمالية محدودة.
باختصار، تعتبر الممارسة الموزعة استراتيجية مهمة لتحسين نتائج التعلم. وسواء في التعليم أو الإعلان أو حتى إعادة بناء الذاكرة للمرضى السريريين، فإن هذه الطريقة تستحق التعلم منها. ومع ذلك، في مواجهة تحديات التعلم المستقبلية، هل يمكننا إيجاد طرق أكثر فعالية لتطبيق الممارسة الموزعة لتعزيز الذاكرة العميقة؟