يظهر هذا البحث أن نتائج التعلم الفعلية تتحسن بشكل ملحوظ عندما يتم توزيع وقت الدراسة. وهذا يجعلنا نبدأ بالتفكير: لماذا نختار في كثير من الأحيان الاندفاعات قصيرة المدى بدلاً من المثابرة طويلة المدى عندما يتعلق الأمر بالتعلم؟
الممارسة الموزعة هي استراتيجية تقوم بتقسيم عملية التعلم إلى جلسات تدريب متعددة أصغر حجمًا، مما قد يساعد في تكوين ذكريات طويلة المدى بدلاً من محاولة التعلم دفعة واحدة. يمكن أن يُعزى هذا المبدأ إلى العديد من الآليات النفسية، بما في ذلك التعلم الإجرائي، وتأثير التيسير، والاسترجاع الممتد.
يحدث التيسير عندما يؤثر التعرض الأولي القصير لمحفز ما على التذكر أو الإدراك اللاحق. أثناء عملية التعلم، فإن زيادة عدد مرات التدريب سوف يزيد من تأثير تسهيل التدريب اللاحق، وبالتالي زيادة استدعاء الذاكرة، وهذا ما يفسر لماذا التدريب الموزع يمكن أن يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل.
يشير الاسترجاع الممتد إلى عملية التعلم التي يتم فيها إجراء الاختبار الأولي مع تأخير قصير، ويتم إجراء الاختبارات اللاحقة مع تأخيرات متزايدة تدريجيًا. أظهرت الدراسات أن درجة تعزيز الذاكرة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على كفاءة الاسترجاع الموسع، وتوفر الممارسة الموزعة أساسًا أقوى لتعزيز الذاكرة.
وفرت أبحاث بادلي أساسًا علميًا لأساليب تدريب الكتابة. تستخدم العديد من برامج تدريب الكتابة الآن مبدأ الممارسة الموزعة. يمكن لمتعلمي الكتابة على الآلة الكاتبة تصميم خطط تدريب صغيرة ومتفرقة، وتقسيم وقت التدريب إلى عدة مرات، مثل عدة جلسات تدريب قصيرة على الكتابة كل يوم، بدلاً من التدريب لفترة طويلة في يوم واحد.
لن يساعدك هذا على الكتابة بشكل أسرع فحسب، بل بشكل أكثر دقة أيضًا. هل يعني أن ذاكرتنا ونظامنا العصبي يستجيبان بشكل أفضل للممارسة الطويلة والموزعة أنه ينبغي اعتماد استراتيجيات مماثلة في التعلم في مجالات أخرى؟
على الرغم من وجود مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تدعم نهج الممارسة الموزعة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف تطبيقه في تعلم مهارات أخرى. مع تطور التكنولوجيا، أصبحت خطط التعلم الشخصية التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تحظى باهتمام متزايد. وقد تؤكد الأبحاث المستقبلية بشكل أكبر ما إذا كان تحليل بيانات أنماط الأخطاء يمكن أن يساعد المتعلمين على تطوير خطط ممارسة أكثر فعالية.
في هذا العصر الغني بالمعلومات، هل ينبغي لنا إعادة التفكير في الطريقة التي نتعلم بها ونلجأ إلى استراتيجيات تعلم طويلة الأمد أكثر فعالية بدلاً من التعلم السريع قصير الأمد؟