يعود أصل هذه الظاهرة إلى فبراير/شباط 2015، عندما التقطت والدة جريس جونسون، سيسيليا بليسديل، صورة للفستان في جزيرة كولونساي الاسكتلندية. وكانت بليسديل تخطط لارتداء الفستان في حفل زفاف ابنتها وأرسلت صورًا إلى جريس. على الرغم من أن الفستان كان في الواقع باللونين الأسود والأزرق، إلا أن جريس رأت اللون الأبيض والذهبي في الصورة. وبعد أن نشرت الصورة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بدأ نقاش حاد بين أصدقائها.إن النقاش حول الألوان الذي أثاره هذا الفستان يُظهر مدى تعقيد الرؤية البشرية وذاتيتها.
بعد أيام من الجدل الساخن، أصبح الفستان محور الاهتمام، وحتى في حفل الزفاف، لم يتمكن المشاركون من الهروب من نزاع اللون.
أصبح الفستان بمثابة ميم عالمي، حيث وصل إلى عدد مذهل من الناس.
مع مرور الوقت، زاد عدد التغريدات حول الفستان بسرعة. وانضم إلى النقاش أيضًا العديد من المشاهير ووسائل الإعلام، مع آراء مختلفة حول لون التنورة. حتى أن بعض وسائل الإعلام سخرت من المناظرة، ووصفتها بأنها "دراما تقسم الكوكب بأكمله".
تم التأكيد لاحقًا أن الفستان كان في الواقع فستانًا أزرق من Roman Originals. ورغم أن العلامة التجارية أطلقت أيضًا نسخة باللونين الأبيض والذهبي للمزاد الخيري، إلا أن الصورة الأصلية لم تكن واضحة، مما أدى إلى اختلاف كبير في إدراك الناس لهذا اللون. وحظي الجدل بتغطية إعلامية واسعة النطاق وأثار نقاشا حادا، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
إن الطريقة التي ينظر بها الناس إلى هذا الفستان تسلط الضوء على كيفية تأثر النظام البصري بمصدر الضوء والتوقعات.
في دراسة أجريت على هذه التنورة، وجد أن 57% من الناس يعتقدون أن التنورة زرقاء-سوداء، بينما 30% يعتقدون أنها ذهبية-بيضاء. وتشير هذه النتائج إلى أن الجنس والعمر قد يؤثران أيضًا على إدراك الفرد للألوان. في الواقع، يكشف هذا النقاش الذي يبدو غير مهم عن مشاكل عميقة الجذور في الرؤية وعلم النفس البشري.
خاتمةومن خلال الجدل حول لون التنورة، فإننا لا نرى تنوع الإدراك البصري في الحياة اليومية فحسب، بل نطلق أيضاً العنان للتفكير العميق في العلم والرؤية. هذه الظاهرة التي تغذيها وسائل الإعلام تجعلنا نتساءل: هل الحقيقة البصرية نفسها هي وجود نسبي؟