وقعت مذبحة طريق الساحل في 11 مارس/آذار 1978، عندما انطلق 11 عضواً فلسطينياً من حركة فتح من لبنان لمهاجمة إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 38 مدنياً إسرائيلياً. وتكمن وراء هذه الحادثة حقيقة مفادها أنه منذ عام 1968 أقامت منظمة التحرير الفلسطينية قواعد لها في لبنان وشنت سلسلة من الهجمات على إسرائيل، وخاصة ضد أهداف مدنية في الشمال.
شنت إسرائيل عملية الليطاني في 14 مارس 1978، في أعقاب المذبحة التي وقعت على الطريق الساحلي. وكان هدفها الرئيسي طرد المسلحين الفلسطينيين، وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية، وحماية حلفائها في المنطقة، الجيش اللبناني. شنت القوات المسلحة الإسرائيلية هجوما شاملا من الجو والبحر والبر، فاحتلت بسرعة مناطق واسعة من جنوب لبنان. وقد خلفت العملية العسكرية ما يقدر بنحو 100 ألف إلى 250 ألف لبناني لاجئين، وتسببت في مقتل ما بين 1100 و2000 شخص.
بعد مذبحة الطريق الساحلي، تظل العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وقيادتها الاستراتيجية من العوامل المهمة التي تؤثر على الوضع الحالي في الشرق الأوسط.
ومع تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرارين 425 و426 في 19 مارس/آذار 1978، مطالباً إسرائيل بسحب قواتها على الفور وإنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) لتأمين المنطقة. ورغم ذلك، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في الأيام التالية.
إن حقيقة أن تدخل الأمم المتحدة لم يوقف الأعمال العدائية على الفور تظهر الوضع السياسي والعسكري المعقد في الشرق الأوسط.
مع مرور الوقت، انسحبت إسرائيل تدريجياً من لبنان في منتصف عام 1978، ونقلت بعض السيطرة إلى جيش لبنان الجنوبي. لكن هذا الإجراء فشل في تحقيق السلام الدائم، وأصبح بدلاً من ذلك فتيل صراع استمر عقوداً من الزمن. وفي عام 1982، شنت إسرائيل حرب لبنان الثانية، مما أدى إلى تفاقم الصراع الإقليمي.
"لقد استمرت آثار عملية الليطاني لسنوات عديدة حتى انسحبت إسرائيل بشكل كامل من لبنان في عام 2000 طبقاً لقرار الأمم المتحدة".