بدأ الصراع في جنوب لبنان عام 1978، والمعروف أيضًا باسم الغزو الإسرائيلي الأول للبنان، واسمه الرمزي "عملية الليطاني"، في شهر مارس. نشأ الصراع عن مذبحة على الطريق الساحلي بالقرب من إسرائيل نفذها مسلحون فلسطينيون، مما أدى إلى رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، ومقتل الآلاف ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
إن الإجراءات العدوانية التي تقوم بها إسرائيل هي رد مباشر على الهجمات المستمرة التي يشنها المسلحون الفلسطينيون، حيث أصبح لبنان ساحة المعركة في هذا الصراع.
وفقا للحكومة الإسرائيلية، فإن هذا الصراع هو استمرار للصراع الطويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين. بعد عام 1968، أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية والجماعات المسلحة المرتبطة بها قواعد في جنوب لبنان، وكانت هذه الجماعات تشن هجمات متكررة ضد المدنيين في إسرائيل.
في عام 1977، تصاعدت التوترات بين فلسطين وإسرائيل بسرعة، وخاصة بعد مذبحة الطريق الساحلي، مما دفع إسرائيل إلى اتخاذ قرار باتخاذ عمل عسكري. وتستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على المسلحين الفلسطينيين، مما يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين وخسائر في الممتلكات، وإثارة أزمة لاجئين واسعة النطاق.
"كان الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو طرد منظمة التحرير الفلسطينية وقدراتها من حدودها وتعزيز حليفها آنذاك، جيش لبنان الجنوبي".
في 14 مارس/آذار 1978، شنت إسرائيل عملية الليطاني. بدأ هجوم الجيش الإسرائيلي بغارات جوية، أعقبها نشر نحو 25 ألف جندي بري في جنوب لبنان، والذي استولى بسرعة على مناطق استراتيجية بما في ذلك صور. وقد تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص.
"وفقا لتقديرات مختلفة، فإن العملية العسكرية تسببت في مقتل ما يقرب من 1100 إلى 2000 شخص، معظمهم من الفلسطينيين واللبنانيين."
وفي أعقاب الغزو الإسرائيلي، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرارين رقم 425 و426 في 19 مارس/آذار 1978، مطالباً بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية وإنشاء قوة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة لإحياء هذه المناسبة. لكن هذه الجهود لم تضع حدا للأعمال العدائية على الفور.
لقد أدى تدخل الأمم المتحدة إلى خلق وضع جديد، ولكن منظمة التحرير الفلسطينية كانت في البداية متشككة في قرار الأمم المتحدة ولم تقبل على الفور اتفاق وقف إطلاق النار.
الصراع المستمر"للمرة الأولى، يحظى وقف إطلاق النار الذي أعلنته منظمة التحرير الفلسطينية بدعم كافة الأنظمة الرسمية، لكنه لا يزال يواجه معارضة داخل المنظمة".
ورغم أن إسرائيل سحبت قواتها في نهاية المطاف في عام 1978، فإن الوضع في لبنان ظل متقلبا. إن استمرار وجود الجماعات المسلحة في جنوب لبنان، وخاصة حزب الله وحزب الله، دفع إسرائيل إلى غزو لبنان مرة أخرى في عام 1982. وقد تسببت الحروب المتكررة في أزمات إنسانية أكثر خطورة وتوترات جيوسياسية.
ولم يقتصر تأثير الصراع على تغيير المشهد الجيوسياسي في لبنان فحسب، بل كان له أيضاً تأثير عميق على الصراع بين إسرائيل وفلسطين. ولم يتم بعد حل المشاكل الناجمة عن العمليات العسكرية والتوترات المستمرة بشكل جذري.إن تصرفات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كانت ولا تزال سبباً في إثارة الصراع.
اليوم، وبعد حرب لبنان، هل لا تزال هناك فرصة للسلام المستقبلي، وهل يستطيع جيلنا أن يتعلم دروس التاريخ لتجنب تكرار نفس الأخطاء؟