مع تقدم الحرب العالمية الثانية، برزت إمكانات الطاقة النووية تدريجيا، وبدأ العديد من العلماء في التركيز على هذا المجال الجديد من الأبحاث. أدى التعاون بين أوتو هان وليز مايتنر في نهاية المطاف إلى اكتشاف الانشطار النووي، وهو الحدث الذي لم يكن معلمًا مهمًا في تاريخ العلم فحسب، بل كان له أيضًا تأثير عميق على تاريخ العالم. ستستكشف هذه المقالة كيف عملوا معًا لتطوير هذا الاكتشاف العلمي العظيم.
كان أوتو هان كيميائيًا ألمانيًا مشهورًا، في حين كانت ليز مايتنر فيزيائية من النمسا. بدأ الاثنان التعاون في عام 1938. تركز أبحاثهم على التفاعلات النووية للعناصر الثقيلة، وخاصة سلوك انشطار اليورانيوم.
"إن اكتشافنا لا يمثل مجرد خطوة صغيرة إلى الأمام في مجال العلوم؛ بل إنه سيغير مستقبل الحروب والحياة المدنية."
في عام 1938، أجرى هان وستراسمان تجربة مهمة في أحد المختبرات في ألمانيا. حيث قاما بقصف اليورانيوم بالنيوترونات وفوجئا بحصول عملية إنتاج الباريوم. وقد أثارت هذه النتيجة غير المتوقعة فضولهم، واتصل هان على الفور بمايتنر، على أمل حل اللغز.
أجرت ميتنر وابن أخيها فريش مناقشات معمقة حول الأساس النظري للتفاعلات النووية واقترحا في النهاية مصطلح "الانشطار". وقد أرسى هذا الأساس لفهم سلوك النوى الذرية، وسمح لهم بحساب الطاقة المنطلقة أثناء الانشطار."هذا مجال جديد تمامًا، مليء بالاحتمالات التي لا نهاية لها."
مع توجه العالم نحو الحرب، اكتسبت التطبيقات المحتملة للطاقة النووية أهمية أكبر. وفي هذا السياق، تم إطلاق مشروع سبائك الأنابيب في المملكة المتحدة أيضًا. وكان البرنامج يهدف إلى البحث والتطوير في مجال الأسلحة النووية، وكان عمل هان ومايتنر هو أساس البحث. ومع إطلاق مشروع مانهاتن في الولايات المتحدة، أدرك العلماء من كلا البلدين تدريجيا أنهم بحاجة إلى الحصول على ميزة في سباق التكنولوجيا النووية.
ساهمت مساهمات ميتنر النظرية في تعزيز فهم الانشطار النووي ووفرت أساسًا للتعاون بين العلماء البريطانيين والأمريكيين. وفي الوقت نفسه، مهد تعاون مايتنر مع هان الطريق أيضًا لتصميم الأسلحة النووية المبكرة.مع تطور تكنولوجيا الانشطار النووي، تغيرت أيضًا طريقة خوض الحرب. لقد مكن التعاون بين بريطانيا والولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية كلا البلدين من تطوير القنبلة الذرية بسرعة. لكن هذا التعاون لم يستمر عندما انتهت الحرب، وأنهت الولايات المتحدة تعاونها مع المملكة المتحدة بموجب قانون الطاقة الذرية، واضطرت المملكة المتحدة إلى إعادة تشغيل برنامجها النووي.
"إن التعاون المتناغم هو مفتاح تحقيق التميز. ويكمن نجاحنا في تبادل المعرفة بلا أنانية."