اعتلال الأوعية الدموية النشوي الدماغي (CAA) هو نوع محدد من اعتلال الأوعية الدموية الذي يتميز بترسب ببتيدات بيتا أميلويد داخل جدران الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم في الجهاز العصبي المركزي والسحايا. غالبًا ما يرتبط هذا الآفة بنزيف داخل المخ، وخاصة النزيف المجهري. عندما تتضرر الأوعية الدموية الصغيرة بسبب رواسب الأميلويد، يزداد خطر النزيف داخل الدماغ. ومع ذلك، قد لا يكون العديد من المرضى على دراية بحالتهم الصحية، مما يثير سؤالاً مهماً: ما هي المخاطر الصحية المحتملة التي يسببها النزيف الدقيق؟
لا يرتبط اعتلال الأوعية الدموية النشواني الدماغي (CAA) ارتباطًا وثيقًا بصحة كبار السن فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على آفات أخرى في الجهاز العصبي.
هناك عدة أنواع من اعتلال الأوعية الدموية النشواني الدماغي، بما في ذلك بعض المتغيرات العائلية. بالإضافة إلى نوع المرض المرتبط بببتيدات أميلويد بيتا، هناك أيضًا أنواع مرتبطة بببتيدات أميلويد أخرى، مثل النوع الأيسلندي، والنوع البريطاني، والنوع الدنماركي. ترتبط كل هذه الاختلافات المحددة بطفرات جينية معينة، مما يشير إلى قابليتها للتوريث.
غالبًا ما يعاني المرضى المصابون باعتلال الأوعية الدموية النشواني الدماغي من نزيف دماغي، وخاصة النزيف المجهري. يمكن أن تؤدي رواسب ببتيدات بيتا أميلويد إلى تلف جدران الأوعية الدموية، مما يؤثر بدوره على تدفق الدم الطبيعي. لذلك، من المرجح جدًا أن تسبب هذه الآفة نزيفًا، حتى لو لم يكن لدى المريض تاريخ من الأمراض المرتبطة بها مثل الخرف. ومن الجدير بالذكر أن مكان النزيف داخل المخ عادة ما يكون مختلفا عن مكان النزيف الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، مما يوفر أدلة مهمة للتشخيص.
أظهر تساي وآخرون أنه في سكان شرق آسيا، كانت النزيفات المخيخية السطحية مرتبطة بـCAA، في حين كانت النزيفات المخيخية العميقة مرتبطة في الغالب بارتفاع ضغط الدم.
يمكن اعتبار هذه الحالة متفرقة (عادةً عند كبار السن) أو عائلية وتتميز برواسب بروتين بيتا أميلويد. يرجع سبب اعتلال الأوعية الدموية الدماغية العائلي إلى الإفراط في إنتاج بروتين الأميلويد وليس ضعف التصفية.
يتطلب تشخيص CAA عادةً تشريح الجثة، ولكن في التشخيص المباشر، عندما لا يكون من الممكن إجراء خزعة الأنسجة، يستخدم الأطباء معايير بوسطن لتحديد حالات CAA المحتملة بناءً على البيانات من التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.
تتطلب معايير بوسطن وجود دليل على وجود نزيف فصي أو قشري متعدد لتحديد احتمالية إصابة المريض بـCAA.
من خلال تقنيات التصوير، يظهر اعتلال الأوعية الدموية النشواني الدماغي عادةً على شكل نزيف أو نزيف مجهري داخل الفصوص الدماغية. يمكن أن تساعد فحوصات التصوير المقطعي المحوسب في تحديد مناطق النزيف، في حين يمكن أن تساعد تسلسلات التصوير بالرنين المغناطيسي المحددة في الكشف عن ظواهر مثل النزيف المجهري ورواسب الحديد في القشرة المخية، والتي تعتبر حاسمة لتشخيص CAA.