<ص>
تتمتع جبال الآبالاش بتاريخ جيولوجي طويل، منذ 1.2 مليار سنة في حقبة الطلائع، حيث شكل اصطدام كتلتين قاريتين قارة رودينيا العملاقة. حدث هذا الحدث قبل 500 مليون سنة عندما تشكلت بانجيا. تُظهر الصخور المكشوفة اليوم في جبال الآبالاش طيات وانضغاطات ممتدة للصخور الرسوبية البحرية والصخور البركانية وطبقات قاع المحيط القديم، مما يشير إلى أن هذه الصخور قد تشوهت أثناء تصادم الصفائح. مع إنشاء السلسلة، والتي أعقبتها العديد من حركات تكون الجبال المختلفة التي أدت في النهاية إلى تكوين بانجيا، انضمت جبال الآبالاش إلى جبال الأطلس الصغير في المغرب على ارتفاع ربما كان مشابهًا لجبال الألب والروكي اليوم، وفقدت الارتفاع بسبب العوامل الجوية والتآكل.
ص>
نظرة عامة على التاريخ الجيولوجي
<ص>
شهدت جبال الآبالاش أكثر من 1.2 مليار سنة من تكون الجبال، خاصة في الفترات التالية:
ص>
- تكون جبال جرينفيل: بدأ منذ 1,250 مليون سنة واستمر 270 مليون سنة. لي>
- تكون الجبال التاكونيكية: بدأت منذ 450 مليون سنة واستمرت 10 ملايين سنة. لي>
- تكون الجبال الأكادية: بدأت منذ 375 مليون سنة واستمرت 50 مليون سنة. لي>
- جبال ألجان: بدأت قبل 325 مليون سنة واستمرت 65 مليون سنة. لي>
تكون جبال الطلائع الوسطى وجرينفيل
<ص>
بدأ تكوين جبال الآبالاش مع تكون جبال جرينفيل، وهو أحد أقدم أحداث الاصطدام القاري، مما أدى إلى تشكيل قارة رودينيا العملاقة. تسبب هذا الحدث في اصطدام كراتونات أمريكا الشمالية بالصفائح القارية الأخرى مثل الأمازون، مما أدى إلى تكوين أجزاء من جبال الآبالاش الحالية، وخاصة جبال بلو ريدج وجبال آديرونداكس. بدأت الصخور في هذه المنطقة منذ ذلك الحين تظهر عليها سمات الطي والضغط.
ص>
تقسيم رودينيا
<ص>
بعد تكون جبال جرينفيل، بدأت رودينيا في التفكك بسبب التغيرات في حركة الصفائح. وأدت هذه العملية إلى تآكل سلاسل الجبال القديمة وتسطيح السطح. وقد وفرت الرواسب المتآكلة المادة اللازمة لتكوين الأحواض الرسوبية، مثل حوض أوكوي في جنوب الولايات المتحدة اليوم. ومع دخول مياه المحيط إلى هذه الأحواض، تبدأ الرواسب بالتراكم في طبقات على الأرض، مما يؤدي إلى تكوين طبقات غنية من الصخور الرسوبية. وبالمثل، مع مرور الوقت، تشير الأدلة الجيولوجية المكتشفة حديثا إلى وجود نشاط بركاني ترك بصماته على قمم جبال بلو ريدج.
ص>
تكون الجبال في العصر القديم
<ص>
مع بداية العصر الحجري القديم، كانت قارة أمريكا الشمالية تقع بالقرب من خط الاستواء، وهي منطقة كانت عبارة عن حافة صفيحة ثابتة نسبيًا تغمرها البحار الضحلة أحيانًا. مع مرور السنين، أدى ظهور قشرة محيطية جديدة إلى خلق مناطق هبوط جديدة، مما يمثل بداية تكون الجبال التاكونيكية. أدى حدوث هذه الحركة إلى تعزيز النشاط البركاني وتكوين جبال أبالاتشي المبكرة، وتسبب في رفع الصخور الرسوبية المبكرة وتشويهها. وبمرور الوقت، أدى التآكل الذي أعقب ذلك إلى تسريع تفتيت الجبال.
ص>
تكوين بانجيا والتغيرات اللاحقة
<ص>
قبل 230 مليون سنة، بدأت بانجيا في التفكك، مما أدى إلى إبطاء تكوين جبال الآبالاش والأنظمة الجبلية المرتبطة بها، وبدء عملية التجوية والتآكل. وبحلول نهاية العصر الحجري القديم، تآكلت هذه الجبال إلى حالة شبه مسطحة. مع دخول عصر حقب الحياة الحديثة، تم رفع هذه المنطقة مرة أخرى، مما أدى إلى تطور جديد للتضاريس، وتشكيل الأشكال الأرضية الواضحة اليوم، وتعزيز تطوير الأنهار والتغيرات البيئية.
ص>
حوض أبالاتشي
<ص>
حوض الآبالاش هو حوض أرضي مرتبط بالصخور الرسوبية من حقب الحياة القديمة، ويحتوي على رواسب من العصر الكامبري المبكر إلى العصر البرمي المبكر. وكانت المنطقة غنية بالفحم وأصبحت واحدة من أكبر المناطق المنتجة للفحم في الولايات المتحدة والعالم. بالإضافة إلى ذلك، كان اكتشاف النفط والغاز بمثابة بداية صناعة النفط في حوض أبالاتشي، وخاصة بالقرب من بئر دريك في ولاية بنسلفانيا.
ص>
لا يعد تكوين جبال الآبالاش وتغيراتها مؤشرات مهمة للتاريخ الجيولوجي فحسب، بل يوضح أيضًا القوة المذهلة للديناميكا الجيولوجية. ص>
<ص>
في التطور الجيولوجي الطويل، ترتبط جبال الآبالاش وتكوين بانجيا ارتباطًا وثيقًا، ويتشابك مصيرهما. على مدار التاريخ، كيف أثرت التغيرات في هذه العجائب الطبيعية على النظام البيئي وحياة الإنسان اليوم؟
ص>