يشير تعلم المفاهيم، المعروف أيضًا باسم تعلم الفئات، واكتساب المفاهيم وتكوين المفاهيم، إلى عملية العثور على الخصائص المشتركة بين أنواع مختلفة من الأشياء وتمييزها أثناء عملية التفكير.يلعب التعلم المفاهيمي دورًا حيويًا في تحديد الأشياء في الحياة اليومية والتفكير المجرد في البحث الأكاديمي. وفقا لبروينر وآخرون، فإن تعلم المفاهيم هو عملية العثور على الميزات واختبارها والتي يمكن استخدامها للتمييز بين الحالات من فئات مختلفة. لذلك، فإن التعلم المفاهيمي الفعال يمكن أن يساعدنا على التعرف بسرعة على العالم من حولنا وفهمه.
كيف يصنف البشر كل شيء؟ إن هذا السؤال له آثار بعيدة المدى في العديد من التخصصات، بما في ذلك التعليم وعلم النفس وعلوم الكمبيوتر. إنهم يستكشفون الظروف التي يتمكن فيها المتعلمون من تعلم المفاهيم من الأمثلة وتطبيق هذه المفاهيم بشكل أكبر على المواقف المستقبلية.
يعتمد تشكيل المفاهيم على المقارنة والتباين بين فئات متعددة. وعلى وجه التحديد، يحتاج المتعلمون إلى التمييز بين الفئات التي تحتوي على الميزات ذات الصلة وتلك التي لا تحتوي عليها. في هذه العملية، يقوم المتعلمون بتبسيط ما يلاحظونه إلى بضعة أمثلة ذات خصائص مشتركة، والتي سيتم استخدامها لتوجيه التعلم في المستقبل.
في التعلم المفاهيمي، تؤثر صعوبة عملية التبسيط بشكل مباشر على نتائج التعلم لدى المتعلمين؛ عندما يكون المفهوم معقدًا، سيصبح من الصعب على المتعلمين إتقانه.
يمكن تقسيم المفاهيم إلى مفاهيم ملموسة ومفاهيم مجردة. المفاهيم الملموسة هي أشياء يمكن إدراكها من خلال الحواس الشخصية، مثل الكراسي والكلاب وما إلى ذلك؛ في حين أن المفاهيم المجردة تنطوي على العواطف، وسمات الشخصية، والأحداث، مثل "الخيال" أو "البرد". وفقًا لنظرية الترميز المزدوج لبايفيو، يتم تذكر المفاهيم الملموسة بسهولة أكبر من الذاكرة الإدراكية، في حين أن تعريف المفاهيم المجردة غالبًا ما يختلف اعتمادًا على تجارب الأشخاص المختلفة.
إن المفاهيم الرياضية مثل الجمع والطرح في التعليم المبكر تكون عادة ملموسة، في حين أن الدين والأخلاق تنتمي إلى فئة تعلم المفاهيم المجردة.
إن اكتساب المفاهيم لا يتأثر فقط بخبرة الشخص الماضية، بل إنه في الواقع يتأثر أيضًا بوظيفة وهدف المفاهيم التي يتم تعلمها. إذا أخذنا التعليم كمثال، فيجب على المعلمين عند تصميم الدورات أن يأخذوا في الاعتبار بشكل كامل السمات الأساسية لتحديد المهام والغرض منها.
ومع ذلك، قد يتعرض المتعلمون للتحيز في الجودة أو المصدر عند اكتساب المفاهيم، مما يجعل من الضروري تقييم مصداقية وجودة المواد بعناية عند دراسة تعلم المفاهيم. كما أن المقارنة بين بعض أساليب التعلم التقليدية والتقنيات الحديثة تكشف أيضاً عن تنوع وتعقيد مفاهيم التعلم البشري.
خاتمةسواء كانت نظرية النموذج الأولي، أو نظرية المثال، أو نظرية النموذج الأولي المركبة، فإن هذه النماذج توفر طرقًا جديدة للنظر في التعلم المفاهيمي من وجهات نظر متعددة، مما يمنحنا قوة تفسيرية أقوى.
في السياق التعليمي الحالي، لا تعد كيفية تعزيز اكتساب الطلاب للمفاهيم وتطبيقها بشكل فعال مجرد تحدي يواجهه مصممو التعليم، بل هي أيضًا مهارة يحتاج كل متعلم إلى إتقانها. في مثل هذه الأجواء الثقافية، كيف سيتمكن طلاب المستقبل من استيعاب وتطبيق هذه المعرفة بشكل دقيق في محيط المفاهيم؟