إن منظمة براك، وهي منظمة تنمية من بنغلاديش، تعمل على إحداث التغيير في كل مكان منذ عام 1972، لتصبح واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية وأكثرها نفوذاً في العالم. لا يهدف هدف BRAC إلى دعم التنمية الاقتصادية فحسب، بل أيضًا إلى العمل بشكل نشط على تمكين المرأة وتعزيز التقدم الاجتماعي الشامل. ومن خلال هذه الجهود، دعمت منظمة براك أكثر من 70% من النساء، مما مكنهن من تحقيق تقدم كبير في وضعهن الاقتصادي والاجتماعي.
يعد التمويل الأصغر أحد البرامج الأساسية في منظمة براك، حيث يوفر قروضًا بدون ضمانات لآلاف النساء، مما يمكّنهن من بدء أو توسيع نطاق مشاريعهن الصغيرة وتحسين ظروف معيشتهن.
الخلفية التاريخية لـ BRAC
بدأت قصة منظمة براك في عام 1972 عندما أسسها السير فضل حسن عابد بهدف أولي وهو مساعدة اللاجئين العائدين من حرب الاستقلال عام 1971. مع مرور الوقت، توسع نطاق برنامج BRAC من تنمية المجتمع إلى التثقيف الصحي إلى الخدمات المالية.
في سبعينيات القرن العشرين، بدأت منظمة براك في التركيز على إنشاء منظمات قروية، وخاصة مساعدة الفقراء المعتمدين على الأراضي والنساء المعرضات للخطر. بحلول عام 1974، أطلقت منظمة براك برنامج قروض صغيرة لتوفير الدعم المالي للنساء الريفيات، والذي أصبح أول مشروع كبير للمنظمة.
أثر التمويل الأصغر على المرأة
وبحسب منظمة براك، فإن هذه القروض الصغيرة ساهمت بشكل كبير في تمكين المرأة اقتصاديا. لا تتمكن النساء المستفيدات من القروض الصغيرة من إدارة مشاريعهن الصغيرة فحسب، بل يكتسبن أيضًا الاستقلال المالي والكرامة، وبالتالي تحسين نوعية الحياة لأسرهن.
تشكل النساء حوالي 70 في المائة من المقترضين من مؤسسة براك، وهو ما لم يغير وضعهم الاقتصادي فحسب، بل أدى أيضاً إلى زيادة وعي المجتمع بدور المرأة.
التطور المتوازي للتعليم والصحة العامة
ولا تركز منظمة براك على الدعم الاقتصادي فحسب، بل تعتبر التعليم والصحة العامة أيضا من العوامل المهمة للتنمية طويلة الأجل. ومن خلال فتح المدارس غير الرسمية، ساعدت منظمة براك عددا لا يحصى من الأطفال الفقراء، وخاصة الفتيات، على الحصول على التعليم. وعلى صعيد الصحة العامة، نجحت برامج الصحة التي تنفذها منظمة براك في تحسين الوعي المجتمعي بالنظافة وصحة المرأة.
الخطط المستقبلية
تلتزم منظمة براك بشكل كامل بتطوير برامجها لدعم النساء والأسر، مع خطط مستقبلية للتوسع إلى الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة تلك الأسر التي تحتاج إلى مساعدة طارئة. مع تغير الاقتصاد العالمي، سوف تستمر مشاريع التمويل الأصغر التي تقدمها مؤسسة براك في جلب الأمل لعدد لا يحصى من النساء والأسر.
إن أهداف منظمة براك هي القضاء على الفقر وتعزيز التحسن الاجتماعي، مع التركيز على الاستقلال الاقتصادي للمرأة والمساواة التعليمية.
الخاتمة
إن نجاح منظمة براك لا يكمن فقط في خبرتها الغنية ومجموعة واسعة من المشاريع، بل أيضا في فهمها واستجابتها للهياكل الاجتماعية التي تحتاج إلى تغيير. لقد مكن تطبيق القروض الصغيرة عشرات الآلاف من النساء من تغيير مصائرهن. وتشكل قصصهن رمزاً للأمل وتذكيراً بأن مفهوم مساعدة الناس على مساعدة أنفسهم لا يزال حيوياً اليوم. إذا نظرنا إلى المستقبل، فلنتفكر: هل يمكن لهذا النموذج أن يحقق نفس النجاح في بلدان أو مجتمعات أخرى ويغير مصير المزيد من الناس؟