إن قصة أوسكار بيستوريوس، الذي استخدم الأطراف الاصطناعية المصنوعة من ألياف الكربون لقلب الحكمة التقليدية بشأن ألعاب القوى، هي قصة شجاعة ومثابرة. بعد خضوعه لبتر أسفل الركبة في كلتا الساقين، لم يعد الرياضي الجنوب أفريقي إلى الرياضة بمساعدة الأطراف الاصطناعية المتقدمة المصنوعة من البوليمر المقوى بألياف الكربون فحسب، بل مثل أيضًا رياضيًا غير بارالمبي في الألعاب الأولمبية، ليصبح أول عداء اصطناعي يتنافس في الألعاب الأولمبية. بفضل دعم التكنولوجيا، أعاد بيستوريوس كتابة تاريخ الرياضيين البارالمبيين وألهم الناس لإعادة التفكير في الأداء الرياضي والمنافسة العادلة.
"إن هذه الأطراف الاصطناعية المصنوعة من ألياف الكربون تشبه أحذية الجري المصممة خصيصًا، فهي لا توفر الدعم فحسب، بل تخزن أيضًا الطاقة الحركية بطريقة لم نشهدها من قبل."
يستخدم الساق الاصطناعية لبيستوريوس تقنية تسمى Flex-Foot، والتي صممها المهندس الطبي فان فيليبس، والتي يمكنها تخزين الطاقة الحركية بشكل فعال، على غرار تأثير الزنبرك. يتيح هذا للمستخدم التحرك بشكل أكثر مرونة عند البدء والتسارع، ويوفر دفعًا إضافيًا.
رغم أن أداء بيستوريوس نال إشادة واسعة النطاق، فإن أهليته للتنافس في أحداث غير بارالمبية أثارت الجدل أيضا. قام الاتحاد الدولي لألعاب القوى بمراجعة قواعده في عام 2007 لحظر أي جهاز يحتوي على نوابض أو ميزات تقنية أخرى تساعد على التحكم. وفي نهاية المطاف، أثبتت الدراسات اللاحقة أن أطرافه الاصطناعية لم تمنحه ميزة تنافسية مطلقة، وتمكن بيستوريوس من مواصلة المنافسة.
أظهرت الدراسات أنه على الرغم من أن ساقه الاصطناعية تتمتع بخصائصها الخاصة مقارنة بساقه البيولوجية، إلا أنها في النهاية لا توفر ميزة قابلة للقياس.
إن قصة بيستوريوس لا تتعلق بنجاح رياضي فحسب، بل هي أيضًا انعكاس لدور الرياضيين ذوي الإعاقة والتكنولوجيا في الرياضة. ألهم أداؤه عددًا لا يحصى من الآخرين لتحقيق أحلامهم على الرغم من العقبات. ويستمر الجدل حول مدى تأثير التقدم في تكنولوجيا الرياضة على الأحداث الرياضية المستقبلية.
مع الابتكار التكنولوجي المستمر، كيف ستظهر الأحداث الرياضية المستقبلية قدرًا أكبر من العدالة والقدرة التنافسية؟