البكتيريا، هذه الأشكال الحية الصغيرة، ليست موجودة في كل مكان حولنا فحسب، بل إنها أيضًا واحدة من أقدم أشكال الحياة على الأرض. تشير الأبحاث إلى أن البكتيريا ظهرت على الأرض منذ حوالي أربعة مليارات سنة. لقد أصبحت هذه الكائنات الحية، على مدار التطور، الأساس للعديد من النظم البيئية ولها تأثير لا غنى عنه على حياتنا والبيئة.
يمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة في جميع البيئات الممكنة، بما في ذلك التربة والمياه والبيئات القاسية وداخل جسم الإنسان، مما يدل على قدرتها على التكيف والقدرة على البقاء.
تظهر البكتيريا تنوعًا كبيرًا في الشكل والحجم، وعادة ما يكون حجمها حوالي عُشر حجم الخلية حقيقية النواة. سواء كانت عبارة عن مكورات مستديرة أو عصيات على شكل قضبان، تأتي البكتيريا في مجموعة متنوعة من الأشكال وتوجد في بيئات مختلفة. وتؤثر هذه الأشكال ليس فقط على كيفية حصولها على العناصر الغذائية، بل أيضًا على مكانها في النظام البيئي.
يقدر العلماء أن هناك حوالي 200 تريليون بكتيريا على الأرض، وأن كتلتها الحيوية تأتي في المرتبة الثانية بعد النباتات. تتواجد هذه البكتيريا على نطاق واسع في البحيرات والمحيطات والتربة، وتلعب أدوارًا مهمة في هذه النظم البيئية، وخاصة في دورة المغذيات وتحلل المواد العضوية.يمكن إرجاع أصول البكتيريا إلى الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية منذ 3.7 مليار سنة. على الرغم من وجود حفريات بكتيرية، مثل الصخور القديمة ذات الطبقات، إلا أن افتقارها إلى السمات المورفولوجية الواضحة جعل من الصعب على العلماء تتبع تطورها. تشير الأبحاث إلى أن البكتيريا ربما كانت أول من انحرف عن السلف المشترك لبدائيات النواة وحقيقيات النواة.
في تاريخ التطور البيولوجي، من غير الممكن إنكار أن البكتيريا ليست فقط بداية الحياة، بل هي أيضًا أساس العديد من أشكال الحياة المعقدة.
إن أدوار البكتيريا في النظم البيئية متعددة الأوجه: فهي تشارك في دورة المغذيات، وتحليل المواد العضوية، وتثبيت النيتروجين من الهواء في الكائنات الحية. لقد اكتسبت البكتيريا بفضل هذه القدرة مكانة ليس فقط في الطبيعة ولكن أيضًا في الزراعة، وخاصة في تعزيز نمو النباتات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبكتيريا تكوين علاقات تكافلية مع النباتات والحيوانات، مثل البروبيوتيك في الأمعاء، والتي لا تساعد على الهضم فحسب، بل تعمل أيضًا على تقوية جهاز المناعة. على الرغم من صغر حجم هذه البكتيريا، إلا أنها تلعب دورًا لا غنى عنه في النظام البيئي.
على الرغم من أن معظم البكتيريا غير ضارة أو حتى مفيدة للإنسان، إلا أن بعضها مسببة للأمراض ويمكن أن تسبب العديد من الالتهابات والأمراض. على سبيل المثال، الأمراض مثل الكوليرا، والسل، والتيتانوس تسببها البكتيريا. لقد أصبحت المضادات الحيوية علاجًا مهمًا لهذه البكتيريا المسببة للأمراض. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أصبحت مشكلة مقاومة المضادات الحيوية أكثر خطورة، مما جلب تحديات جديدة.
هل يمكن أن تصبح البكتيريا جزءًا من الحل للمشاكل البيئية العالمية في المستقبل؟ وهذا سؤال يستحق أن نفكر فيه.