يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا للغاية في جميع الكائنات الحية، ولا يمكن لأحد أن ينكر أهميته في عمل الحياة. لا يحافظ هذا الأيون داخل الخلايا الرئيسي على التوازن الأيوني داخل الخلية فحسب، بل يساعد أيضًا في العديد من العمليات الفسيولوجية في الجسم. يعتبر البوتاسيوم ضروريًا لكل شيء بدءًا من نمو النباتات وحتى توصيل الأعصاب للحيوانات.
يوجد البوتاسيوم بكميات كبيرة في الأنسجة النباتية والحيوانية. وعلى وجه الخصوص، فإن محتوى البوتاسيوم في الفواكه أعلى بكثير من المحتوى الموجود في الأطعمة الأخرى، مما يدل على أهمية هذا العنصر للصحة. وأظهرت الدراسات أن تركيزات عالية من البوتاسيوم توجد بشكل رئيسي في الخلايا النباتية، وهو ما يفسر أيضاً أهمية البوتاسيوم في إنتاج المحاصيل. مع التطور السريع للإنتاج الزراعي، زاد الطلب على البوتاسيوم بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة مستمرة في الطلب على البوتاسيوم في الأسمدة ويستهلك 93٪ من إنتاج البوتاسيوم الكيميائي في الاقتصاد الحديث.
يمكن أن يؤدي نقص البوتاسيوم إلى مجموعة متنوعة من الأمراض العصبية وقد يؤثر حتى على الصحة البدنية العامة.
في النباتات، يتمثل الدور الرئيسي للبوتاسيوم في توفير بيئة أيونية تعمل على تعزيز العمليات الأيضية في السيتوبلازم، ويعمل كمنظم لمختلف العمليات الفسيولوجية، وخاصة في تنظيم النمو. تحتاج النباتات إلى أيونات البوتاسيوم (K+) لتخليق البروتين وتنظيم فتح وإغلاق الثغور، وهي عملية يتم تشغيلها بواسطة مضخات البروتون التي تحافظ على الخلايا الحارسة المحيطة في حالة من التوسع أو الاسترخاء.
إن نقص البوتاسيوم يعيق النباتات من الحفاظ على هذه العمليات، مما يؤثر بالتالي على عملية التمثيل الضوئي، وتخليق البروتين، وتنشيط بعض الإنزيمات، ونقل المنتجات الضوئية، والحفاظ على توازن الكاتيون والأنيون في السيتوبلازم والفجوات.
في الحيوانات، يعتبر البوتاسيوم الكاتيون الرئيسي (K+)، بينما يوجد الصوديوم (Na+) بشكل أساسي خارج الخلايا. يؤدي الفرق في التركيز بين هذين الجسيمين المشحونين إلى خلق فرق جهد بين داخل وخارج الخلية، ويُسمى فرق الجهد الغشائي. يتم الحفاظ على توازن البوتاسيوم والصوديوم عن طريق ناقلات الأيونات في غشاء الخلية. جميع قنوات البوتاسيوم عبارة عن رباعيات تحتوي على العديد من العناصر الهيكلية الثانوية المحفوظة.
إن الجهد الغشائي للخلية الذي تم إنشاؤه بواسطة أيونات البوتاسيوم والصوديوم يسمح للخلية بتوليد جهد فعل، وهو عبارة عن دفعة من التيار الكهربائي الضروري للوظائف الجسدية مثل انتقال الإشارات العصبية، وانقباض العضلات، ووظيفة القلب.
"يعتبر البوتاسيوم جزءًا لا غنى عنه في كل خلية حية. ويمتد دوره إلى كل ركن من أركان الكائن الحي."
يتم تحديد كمية البوتاسيوم اليومية بدقة وفقًا لتوصيات الأكاديمية الوطنية للطب. يختلف الطلب باختلاف الفئات العمرية والجنسين. يحتاج الرضع والأطفال إلى كمية منخفضة نسبيًا من البوتاسيوم، ولكن الكمية اليومية الموصى بها من البوتاسيوم للبالغين تزداد مع تقدم العمر.
أفضل طريقة للحصول على ما يكفي من البوتاسيوم هي تناول نظام غذائي متوازن يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة. تشمل الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: فاكهة الكيوي، عصير البرتقال، البطاطس، جوز الهند، الأفوكادو، المشمش، الخضروات الجذرية، وغيرها. وتشمل المصادر الأخرى الشائعة للبوتاسيوم: الفاصوليا البيضاء، والخضروات الورقية الخضراء الداكنة، والفواكه المجففة، والحليب، والأسماك، وما إلى ذلك.
يساعد المصدر الغني بالبوتاسيوم في الحفاظ على صحتنا الفسيولوجية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
مع تعمق فهمنا لأهمية البوتاسيوم، ما نوع الدعم الذي يمكن أن يقدمه هذا العنصر لصحتنا؟ ربما لا يزال هناك مجال للمناقشة.