يلعب البحث الذاتي دورًا حيويًا في البحث النفسي والاجتماعي الحالي. لا يسمح هذا النهج للمشاركين بالتعبير بحرية عن مشاعرهم ومعتقداتهم فحسب، بل يسمح أيضًا بجمع قدر كبير من البيانات. ومع ذلك، فإن موثوقية وصلاحية التقارير الذاتية غالبا ما تكون موضع تساؤل. لماذا يختار الأشخاص إخفاء الحقيقة عند ملء الاستبيانات؟ لقد أثار هذا السؤال تفكير العديد من الباحثين.
ما هي دراسة التقرير الذاتي؟يعتبر البحث الذاتي طريقة لجمع البيانات تتضمن استبيانات أو مسوحات أو استطلاعات رأي تسمح للمستجيبين باختيار استجاباتهم الخاصة دون تدخل خارجي. ويتضمن ذلك الاستفسار المباشر عن مشاعر المشاركين ومواقفهم ومعتقداتهم في شكل استبيانات ومقابلات.
إن صحة الإبلاغ الذاتي تواجه العديد من المشاكل. فقد يبالغ المستجيبون في وصف الأعراض أو يقللون من وصف الحالات الفعلية، أو حتى يخطئون في تذكر المواد التي تناولها الاستطلاع.
الاستبيانات والمقابلات هما شكلان من أشكال الإبلاغ الذاتي. تكون الاستبيانات عادةً في شكل مكتوب منظم، في حين أن المقابلات عبارة عن استبيانات شفوية تسجل ردود المستجيبين. على الرغم من فعالية هذه الأدوات في جمع كميات كبيرة من البيانات، إلا أن ردود المشاركين ليست دائما جديرة بالثقة. إن التحيز في الرغبة الاجتماعية يمثل مشكلة رئيسية في الإبلاغ الذاتي، حيث قد يجيب المستجيبون على الأسئلة وفقًا للمعايير المقبولة اجتماعيًا بدلاً من عكس ذواتهم الحقيقية.
تطلب مقاييس التقييم الشائعة، مثل مقياس ليكرت، من المشاركين التقييم وفقًا لدرجة اتفاقهم. ورغم أن مثل هذا المقياس يمكن أن يزود المشاركين بكثافة مشاعرهم، فإن الناس غالبًا ما يميلون إلى اختيار خيارات محايدة. لقد أضر هذا بصحة البيانات إلى حد ما.
في بعض الحالات، قد تتأثر التقارير الذاتية بالحالة العاطفية للمشارك، مع ميل إلى الاستجابة بشكل أكثر سلبية عندما يكون في مزاج سيئ.
تشير الموثوقية إلى اتساق أداة القياس، في حين تشير الصلاحية إلى ما إذا كانت الدراسة تقيس شيئًا ما كما تدعي. غالبًا ما يتم التشكيك في صحة التقارير الذاتية لأن المشاركين قد يقومون عمدًا بإخفاء أو تشويه استجاباتهم. وعلى الرغم من وجود طرق لتقييم هذه المؤشرات، فإن تحسين موثوقية التقارير الذاتية لا يزال يشكل تحدياً.
على الرغم من أن أساليب الإبلاغ الذاتي لها العديد من المزايا، إلا أنها تواجه أيضًا العديد من التحديات. إن المبالغة في الاستجابات، وإحراج المشاركين، والتحيز الاجتماعي، وما إلى ذلك، قد تؤثر على موثوقية النتائج. وعلاوة على ذلك، فإن الافتقار إلى الاختلافات المنهجية في الاستجابات قد يؤدي أيضًا إلى تحيز النتائج. ويجب على الباحثين أن يكونوا حذرين عند تصميم الاستبيانات وإجراء المقابلات لتجنب إثارة هذه القضايا.
خاتمةوفي مواجهة هذه التحديات، يتعين على الباحثين أن يسألوا أنفسهم: في حين أننا نثق في النتائج التي يقدمها الناس بأنفسهم، فهل هناك حواجز وتحيزات لا يمكن تجاهلها؟
يعتبر الإبلاغ الذاتي أداة مهمة لجمع البيانات في علم النفس والبحث الاجتماعي، ولكن عيوبه تحذرنا من استخدامه بحذر. نحن بحاجة إلى التفكير بعمق حول الظروف التي يمكن فيها الوثوق بالنتائج المعلنة ذاتيا؟ ولعل هذا موضوع يتطلب البحث المستمر ويستحق الدراسة المعمقة والتأمل من قبل كل باحث.
وفي ظل هذه الخلفية المعقدة، يتعين علينا أن نسأل أنفسنا لماذا يختار الناس إخفاء الحقيقة وكيف يؤثر ذلك على نتائج التحقيق؟