"يمكن لمستوى الألم الناتج عن كل نوبة أن يؤثر بشكل خطير على الحياة اليومية، ولكن معظم المرضى لا يحتاجون إلى دخول المستشفى."
غالبًا ما يصف الأشخاص المصابون بمتلازمة SUNCT نوبات الصداع بأنها ألم شديد، ويبلغ متوسط عدد هذه النوبات حوالي 60 نوبة في اليوم، وتتراوح من 3 إلى 200. وبناءً على مدة الهجوم، يمكن تقسيم هذه الهجمات إلى لسعات فردية، ومجموعات من اللدغات، وأنماط هجوم متعرجة، تتراوح من أقصرها خمس ثوانٍ إلى أطولها 240 ثانية. وتكون طبيعة الألم عادةً على شكل وخز أو نبض أو كهرباء، وتشمل المواقع الشائعة لحدوثه تجاويف العين والجفون والصدغين.
أعراض الجهاز العصبي اللاإراديغالبًا ما يرتبط SUNCT بأعراض لاإرادية، بما في ذلك الدموع، وارتخاء الجفن على نفس الجانب، وتورم الجفن، وانسداد الأنف، واحتقان الملتحمة. قد يختلف ظهور هذه الأعراض في الجهاز العصبي اللاإرادي اعتمادًا على الفروع المختلفة للعصب ثلاثي التوائم. في حالات نادرة، قد تشكل مثل هذه النوبات نوعًا فرعيًا يسمى الصداع العصبي الأحادي الجانب العابر مع السمات اللاإرادية (SUNA)، حيث تكون الأعراض اللاإرادية أقل وضوحًا من تلك الموجودة في SUNCT.
إن معرفة المحفزات المحتملة يمكن أن تساعد المرضى على إدارة حالتهم بشكل أفضل وتجنب المهيجات الشائعة.
مفتاح تشخيص متلازمة SUNCT هو استبعاد الصداع المماثل الآخر، مثل الصداع العنقودي. وفقًا لمعايير الجمعية الدولية للصداع، يتم تقييم تشخيص SUNCT بشكل أساسي بناءً على موقع الألم وتواتر ومدة الألم. يتم تشخيص العديد من المرضى بشكل خاطئ بأنواع أخرى من الصداع بسبب صعوبة التعرف عليها، ويمكن أن يساعد التشخيص السليم في الحصول على علاج أكثر فعالية.
الفسيولوجيا المرضيةلم يتم فهم الفسيولوجيا المرضية لـ SUNCT بشكل كامل، لكن بعض الدراسات تشير إلى وجود صلة محتملة بين منطقة ما تحت المهاد وهذه الحالة. وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي نشاطًا في منطقة ما تحت المهاد الخلفية للمرضى أثناء النوبات. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن تنشيط العصب ثلاثي التوائم والهياكل المرتبطة به في النخاع الشوكي العنقي العلوي يحدث أيضًا أثناء النوبة. ولا تزال هذه المعرفة قيد الاستكشاف ولم يتم تحديد حدودها بوضوح بعد.
علاجنظرًا لأن التأثير العلاجي لـ SUNCT لم يتم تأكيده بعد ولا يزال سببه غير واضح، يستخدم المرضى عادةً الأدوية المضادة للصرع مثل لاموتريجين لتحسين الأعراض. قد تكون بعض أنواع العلاج، مثل الليدوكايين الوريدي، فعالة في تقليل وتيرة ومدة النوبات. ومع ذلك، قد يكون من الضروري تعديل العلاج اعتمادًا على استجابات المريض الفردية.
قد يكون للعلاجات المختلفة تأثيرات مختلفة على المرضى المختلفين، لذا يجب أن تكون خطط العلاج الفردية هي جوهر العلاج.
تم تشخيص أول مريض بمرض SUNCT في عام 1977، لرجل يبلغ من العمر 62 عامًا أصيب بهذه الحالة بعد أن ضربته صنارة صيد. مع استمرار فهم SUNCT في التعمق وزيادة عدد الحالات تدريجيًا، بدأ المزيد والمزيد من المرضى والعاملين في المجال الطبي في فهم خصائص هذا المرض وإدارته.
على الرغم من أن فهمنا لمتلازمة SUNCT لا يزال في طور النمو، فإن المعرفة المبكرة والأبحاث اللاحقة تذكرنا بكيفية السعي لإيجاد علاجات أكثر فعالية لمثل هذا المرض النادر.