يمكن وصف التفاعل بين الشحنات الكهربائية بقانون كولومب، الذي يخبرنا أنه كلما كانت الشحنة أكبر، زادت القوة بينها، وكلما زادت المسافة بينهما، ضعفت القوة.
وفقًا لهذا القانون، يمكننا أن نفهم أن الجسيمات ذات الشحنة المتماثلة سوف تتنافر مع بعضها البعض، في حين أن الجسيمات ذات الشحنات المعاكسة سوف تجتذب بعضها البعض. إن التفاعلات بين هذه الشحنات توفر نظرة عميقة للتأثيرات المشتركة للكهرباء والمغناطيسية في الطبيعة. وفي هذا السياق ظهر مفهوم المجال الكهربائي.
المجال الكهربائي ليس مادة محددة، بل هو طريقة لوصف مجال القوة في كل نقطة في الفضاء. عندما نضع شحنة كهربائية ساكنة صغيرة عند نقطة معينة، يخبرنا المجال الكهربائي بالقوة التي تشعر بها تلك الشحنة. في النظام الدولي للوحدات، وحدة المجال الكهربائي هي فولت لكل متر (V/m)، مما يعني أنها نسبة الجهد إلى المسافة.
تقل قوة المجال الكهربائي مع المسافة؛ بمعنى آخر، كلما اقتربت من الشحنة، كان المجال الكهربائي أقوى، والعكس صحيح.
يشبه هذا المبدأ خصائص المجال الجاذبي، حيث يخضع كلاهما لقانون التربيع العكسي، مما يعني أن القوة ستنخفض تدريجيًا مع زيادة المسافة. وفي حالة الشحنات الساكنة على وجه الخصوص، يمكننا أن نرى أمثلة أكثر واقعية، كما هو الحال في الفيزياء والكيمياء الذرية، حيث يكون التفاعل بين المجالات الكهربائية هو قوة الجذب بين النوى الذرية والإلكترونات.
إن المعنى المحدد لقانون كولومب له آثار واسعة النطاق في العديد من مجالات العلوم. على سبيل المثال، تتحد الشحنات الموجبة والسالبة لتكوين الجزيئات، مما يسمح بحدوث التفاعلات الكيميائية. إن القوة الكامنة لهذا المجال الكهربائي هي التي تشكل عالمنا المادي على المستوى المجهري.
يمكننا فهم هذه التفاعلات من خلال تصور المجال الكهربائي، والذي يتم على شكل مجموعة من "خطوط القوة" التي يمثل اتجاهها اتجاه المجال الكهربائي، والتي تظهر كثافتها قوة المجال.
تبدأ خطوط قوة المجال الكهربائي من الشحنة الموجبة وتشير في النهاية إلى الشحنة السالبة؛ وهذا يوضح طبيعة التفاعل بينهما. تساعدنا تصور خطوط القوة هذه على فهم قوة المجال الكهربائي الحالي بشكل أفضل وتوفر أداة لحساب وتوقع سلوك المجال الكهربائي المقفل بسهولة.
في إطار الكهروستاتيكية، يمكن تبسيط سلوك المجال الكهربائي، لكن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا عندما نأخذ في الاعتبار المجالات المغناطيسية المتغيرة مع الزمن. يخبرنا قانون فاراداي أن المجال الكهربائي لا ينفصل عن المجال المغناطيسي المتغير، مما يدل على الارتباط العميق بين الكهرباء والمغناطيسية.
إن هذا التفاعل بين الكهرباء والمغناطيسية يسمح لنا بإدخال مفهوم الديناميكا الكهربائية، وفي هذا الإطار يمكننا دراسة العلاقة بين المجالات الكهربائية والمغناطيسية المتغيرة. وهذا لا يكشف فقط عن البنية العميقة للفيزياء، بل يمكّننا أيضًا من تصميم وإنشاء مجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية في مجتمعنا التكنولوجي اليوم.
باختصار، تكشف دراسة المجالات الكهربائية كيف تختلف القوى بين الجسيمات المشحونة باختلاف المسافة وحجم الشحنة.
وهذا يسمح لنا باستخدام هذه المبادئ للتنبؤ وتصميم المنتجات التي نحتاجها في التطبيقات العملية، مثل الإلكترونيات وعلوم المواد. والآن بعد أن أصبح لدينا فهم أعمق لمفاهيم المجالات والشحنات الكهربائية، كيف ينبغي لنا أن نطبق هذه المعرفة لحل التحديات التكنولوجية الحالية والمستقبلية؟