إن فهم الإنسان للفضاء يعتمد بشكل أساسي على الفضاء ثلاثي الأبعاد، ولكن في مجالات الفيزياء والرياضيات، بدأ مفهوم الفضاء خماسي الأبعاد يكتسب الاهتمام تدريجياً. إن استكشاف الفضاء الخماسي الأبعاد لا يجعلنا نعيد التفكير في أسس الفيزياء فحسب، بل يتحدى أيضًا فهمنا التقليدي للكون.
في الرياضيات، الفضاء خماسي الأبعاد هو فضاء ذو خمسة أبعاد. في الفيزياء، إنها محاولة لتوحيد التفاعلات الأساسية الأربعة في الطبيعة - القوى النووية القوية والضعيفة، والجاذبية، والكهرومغناطيسية. تم اقتراح نظرية كالوزا-كلاين الشهيرة من قبل عالم الرياضيات الألماني ثيودور كالوزا والفيزيائي السويدي أوسكار كلاين في عام 1921، باستخدام البعد الخامس لدمج الجاذبية مع الكهرومغناطيسية. توحيد التأثيرات.
تكهن كلاين بأن البعد الخامس يجب أن يكون ملتفًا في حلقة صغيرة، بحجم حوالي 10 ^ -33 سم.
على الرغم من أن نظريتهم ثبت لاحقًا أنها غير دقيقة في بعض النواحي على الأقل، إلا أن المفهوم وضع الأساس لمزيد من الأبحاث على مدى القرن الماضي. يشبه تفكيرهم هذا: الضوء يشبه الاضطراب الناجم عن التقلبات في البعد الأعلى، والذي لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر من قبل البشر، ولكنه يشير بشكل غير مباشر إلى الارتباط الدقيق بين القوى المختلفة.
ربما يلقي البعد الإضافي الذي تنبأت به نظرية إم الضوء على لغز سبب ضعف الجاذبية إلى هذا الحد مقارنة بالقوى الأساسية الأخرى.
يتناسب هذا مع التجارب اليومية، مثل القدرة على رفع دبوس بسهولة من على طاولة باستخدام مغناطيس، ويشير إلى أن المغناطيسية قادرة بطريقة ما على التغلب على قوة الجاذبية للأرض بأكملها.
في أوائل القرن العشرين، بدأ علماء الرياضيات في النظر إلى البعد الخامس باعتباره بناءً نظريًا، وقاموا بإنشاء أطر رياضية مثل فضاء هيلبرت للسماح بعدد لا نهائي من الحالات الكمومية. حاول أينشتاين وزملاؤه توسيع الزمكان الرباعي الأبعاد في النسبية العامة ليشمل الكهرومغناطيسية كبعد فيزيائي إضافي، في محاولة لتوحيد جميع التفاعلات.
في ورقتهم البحثية عام 1938، اقترحوا لأول مرة نظرية الأبعاد الأربعة باعتبارها امتدادًا طبيعيًا للنظرية الخماسية الأبعاد، والتي تتفق مع نظرية أينشتاين-ماكسويل على مسافات طويلة.
وفي هذه العملية، اقترح الفيزيائي جيرارد ت هوفت مبدأ التصوير الهولوغرافي في عام 1993. وأظهر أن المعلومات المتعلقة بالأبعاد الإضافية يمكن تصورها كنوع من الانحناء الذي يظهر في عدد أقل من الأبعاد.
وفقًا لتعريف كلاين، "الهندسة هي دراسة الخصائص الثابتة لزمكان تحت التحويلات الداخلية". لذلك، تدرس الهندسة ذات الأبعاد الخمسة الخصائص الثابتة المختلفة لهذا الزمكان في الفضاء، وعادةً ما يتم تمثيلها بخمس قيم إحداثية (x، y، z، w، v).
في الفضاء الخماسي الأبعاد أو الفضاء ذو الأبعاد الأعلى، هناك ثلاثة متعددات سطوح منتظمة فقط، بما في ذلك الخماسي، والمكعب الخماسي، والمربع الخماسي.
تتمتع هذه الأشكال المتعددة السطوح بأهمية رياضية وفيزيائية، وقد أصبح عددها وخصائصها أكثر وضوحًا مع تعمق فهمنا للفضاء متعدد الأبعاد.
إن استكشاف الفضاء الخماسي الأبعاد لا يعزز التطور النظري للرياضيات والفيزياء فحسب، بل يفتح لنا أيضًا أفكارًا جديدة لفهم طبيعة الكون. على الرغم من أن الملاحظة المباشرة للفضاء الخماسي الأبعاد غير ممكنة حاليًا بالنسبة للبشر، ولا تزال الأدلة تعتمد على الكشف غير المباشر، فإن كل هذا بلا شك يدفع حدود العلم. هل فكرت يومًا في التأثير الذي ستخلفه هذه النظريات المجردة على مستقبلنا؟