إن بيانات الانبعاثات الخاصة بهذه البلدان لا تؤثر على المناخ العالمي فحسب، بل قد تسبب أيضاً أضراراً لا رجعة فيها للبيئة الإيكولوجية المستقبلية.
أصبحت الصين أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون في العالم منذ عام 2006. ومع ذلك، فإن الاعتماد على إجمالي الانبعاثات وحدها لتقييم مسؤوليات البلدان غير كافٍ لأنه لا يأخذ في الاعتبار حجم سكانها. على الرغم من أن الصين لديها أكبر نسبة من الانبعاثات، فإن انبعاثاتها للفرد أقل في الواقع من انبعاثات الولايات المتحدة، نظرا لعدد سكانها الكبير.
بالإضافة إلى ذلك، يشير خبراء البيئة إلى أن الطريقة التقليدية القائمة على الأراضي لحساب الانبعاثات لا يمكنها أن تعكس بشكل كامل التأثير البيئي للبلد. لأن ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه العديد من البلدان أثناء عملية الإنتاج يتم في الواقع دفعه مقابل استهلاك بلدان أخرى. على سبيل المثال، يتم إنتاج العديد من الانبعاثات في آسيا وأفريقيا لإنتاج سلع يتم شحنها إلى أوروبا وأميركا الشمالية، مما يجعل من الصعب على البلدان المشترية رؤية مساهمتها المباشرة في تغير المناخ العالمي."من حيث الانبعاثات للفرد الواحد، تصدر الصين (9.24 طن) ما يقرب من ثلثي الانبعاثات في الولايات المتحدة (13.83 طن)، في حين تعد بالاو (62.59 طن) الدولة ذات أعلى نصيب للفرد من الانبعاثات."
>
إن عواقب الاحتباس الحراري واضحة. فالجفاف المتزايد، وذوبان القمم الجليدية القطبية، وارتفاع مستويات سطح البحر، كلها تذكرنا بضرورة التحرك.
يخلف تغير المناخ بالفعل تأثيرات كبيرة على النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. وفقا للأدبيات العلمية، يعد ثاني أكسيد الكربون الغاز الدفيئة الرئيسي الناتج عن أنشطة الإنسان ويساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. مع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بدء التصنيع، فإن هذا لا يهدد التنوع البيولوجي العالمي فحسب، بل يفرض أيضًا تحديات كبيرة على أنماط الحياة البشرية.
ومن الجدير بالذكر أن التجارة الدولية في الانبعاثات تلعب أيضًا دورًا مهمًا في هذه العملية. في كثير من الأحيان تنتقل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملية الإنتاج إلى البلد المستهلك النهائي. ويسمح هذا لبعض البلدان بتحويل المسؤولية مقابل تكلفة انبعاثات منخفضة نسبيا عند تصدير السلع، وهو ما يستحق المزيد من التحقيق والتدابير المضادة من جانب الهيئات التنظيمية الدولية. تواجه انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي في الوقت الحالي ضغوطاً متزايدة، وخاصة معضلة إيجاد التوازن بين السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والمسؤولية المناخية. لقد أصبح التعاون بين البلدان أمراً بالغ الأهمية. وفقط من خلال العمل معاً يمكننا مكافحة أزمة الاحتباس الحراري العالمي المتزايدة الخطورة. في الأيام المقبلة، يتعين على البلدان أن تعمل على وقف الانبعاثات المتزايدة، وعلى وجه الخصوص، الاستثمار بشكل أكبر في الابتكار التكنولوجي وتطوير الطاقة المتجددة. كيف يمكننا تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة وتوفير بيئة معيشية مستدامة للأجيال القادمة؟إن المنظمات غير الربحية المعنية بالبيئة تدعو الحكومات إلى الاعتراف بأن الاعتماد على الناتج المحلي فقط لا يعني أنها تستطيع التهرب من مسؤوليات عالمية أكبر.