في المجتمع الحديث، ومع شيخوخة السكان، اكتسب تعريف الشيخوخة وتأثيرها الاجتماعي اهتماما واسع النطاق. إن نوعية حياة كبار السن، والتحديات التي يواجهونها، وموقف المجتمع تجاههم، كلها قضايا تستحق الاستكشاف. وفقا لتعريف الأمم المتحدة، يمكن اعتبار الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر كبارًا. ومع ذلك، ونظراً لاختلاف الثقافات والبيئات الاجتماعية، فإن تعريف الشيخوخة يظل مرناً للغاية ونسبياً.
الشيخوخة ليست مجرد مرحلة بيولوجية، بل إنها تتأثر بالثقافة والتاريخ وتتغير مع تغير المجتمع.
بناءً على ظروفهم الفسيولوجية، يمكن تقسيم كبار السن إلى عدة مجموعات فرعية، مثل "كبار السن الشباب" (60-69 عامًا)، و"كبار السن في منتصف العمر" (70-79 عامًا) و"كبار السن المسنين" (80 سنة وما فوق). ويساعد هذا التصنيف على فهم ظروفهم المعيشية واحتياجاتهم بشكل أفضل.
إن التصنيف إلى مجموعات مختلفة من كبار السن يصور بدقة التغيرات الكبرى في الحياة.
تشمل تجارب حياة كبار السن أربعة أبعاد رئيسية: الجسدية والنفسية والاجتماعية والتنموية. وتشمل التغيرات الفسيولوجية انخفاض القدرة الرياضية وزيادة الأمراض المزمنة، في حين تشمل التغيرات النفسية تحديات مثل الشعور بالوحدة والاكتئاب.
هناك تحيز عام ضد كبار السن في المجتمع، والذي يُعرف أيضًا باسم التمييز على أساس السن. لا يؤثر هذا التحيز على الهوية الذاتية لكبار السن فحسب، بل يؤثر أيضًا على نوعية حياتهم. ومن ثم فإن فهم المشاكل الاجتماعية التي يواجهها كبار السن أمر بالغ الأهمية لتحسين ظروف معيشتهم.
وفقا لبعض التقارير، فإن العديد من كبار السن منفتحون بشأن معدلات الاكتئاب والقلق لديهم.
غالبًا ما يعاني كبار السن من انخفاض في الوظائف الجسدية مع تقدمهم في السن، بما في ذلك انخفاض صحة القلب والرؤية والسمع. من الناحية النفسية، في حين أن الكثيرين يقولون إن كبار السن يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا عن الحياة، فإنهم يواجهون أيضًا مشاكل تتعلق بمشاعر الخسارة والوحدة.
في عام 2011، اقترحت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الإنسان التي تهدف إلى حماية حقوق ومصالح كبار السن، مما دفع المجتمع إلى الاهتمام باحتياجات وحقوق كبار السن. ولا يقتصر هذا التحرك على المستوى القانوني فحسب، بل يهدف أيضًا إلى رفع الوعي الثقافي والاجتماعي.
خاتمة بالنسبة لكبار السن، قد يكون العمر مجرد رقم، ولكن جودة حياتهم وظروف معيشتهم تعكس موقف المجتمع ودعمه لهم. وهذا يثير السؤال التالي: كيف تعتقد أن مجتمعنا يمكن أن يدعم ويحترم هذه التركيبة السكانية المتزايدة بشكل أفضل حتى يتمكنوا من الاستمرار في التألق في حياتنا؟