وكان الخيار (أ)، الذي تم اقتراحه أولاً في الوثيقة، من شأنه أن يعيد سيادة السلطة الفلسطينية في غزة، ولكن تم رفضه على الفور. وتقول الوثيقة إن الاقتراح لن يفشل في منع الهجمات على إسرائيل بشكل فعال فحسب، بل قد يصبح أيضًا انتصارًا غير مسبوق للحركة الوطنية الفلسطينية ويؤدي إلى خسائر كبيرة بين المدنيين والجنود الإسرائيليين. ويعتقد المحللون عموما أن هذا "الاختيار" مثير للقلق لأنه يعني استمرار الصراع وعدم الاستقرار.ووصفت الوثيقة بأنها "ورقة مفاهيمية مؤقتة" وتزعم أنه لم يتم إجراء أي نقاش جوهري حولها داخل الحكومة حتى الآن.
"هذا هو الخيار الأكثر خطورة."
أما الخيار التالي، الخطة ب، فقد اقترح إنشاء حكومة محلية جديدة كبديل لحماس، ولكن تم رفضه أيضاً. وتؤكد الوثيقة أن النظام الجديد لن يكون قادرا على الحد بشكل فعال من التهديدات التي تواجه إسرائيل ولن يكون قادرا على تحقيق السلام والاستقرار الدائمين.
لقد اعتُبر كلا الخيارين غير فعالين وفشلا في تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية.
ولذلك اختارت الوثيقة الخيار ج، وهو الاقتراح الذي أثار جدلا واسعا، ووصفه كثيرون بأنه تطهير عرقي. وتقترح الخطة نقل سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية على ثلاث مراحل: أولا، إنشاء معسكرات إعادة توطين مؤقتة في سيناء، وثانيا، إنشاء ممر إنساني غير محدد، وأخيرا، إنشاء مدينة سكنية دائمة في شمال سيناء.
ويوصي التقرير بإنشاء منطقة آمنة بعرض عدة كيلومترات بين إسرائيل ومصر لمنع سكان غزة من الإصرار على العودة.ومع ذلك، فإن وثيقة السياسة لا تقدم مخططاً للتنمية المستقبلية في غزة بعد نقل السكان، مما يثير تساؤلات أخلاقية حول الاقتراح. وذكرت الوثيقة أيضا أن دعم المجتمع الدولي ودول محددة سيكون حاسما لتنفيذ هذه الخطة، بما في ذلك تركيا وقطر وكندا في أميركا الشمالية. ومن الجدير بالذكر أن المحتوى المذكور في التقرير قد يثير جدلاً كبيراً على المستوى الدولي، وقد يكون له تأثير طويل الأمد على العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل. وعلاوة على ذلك، أدى الكشف عن الوثائق إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل ومصر وأثار معارضة شديدة من جانب الفلسطينيين، وأعاد إلى الأذهان ذكرى "النكبة" التاريخية، وهي حدث هجرة قسرية واسع النطاق.أعرب العديد من سكان غزة عن رغبتهم في المغادرة.
"يثير هذا المشروع مخاوف عميقة بشأن حقوق الإنسان والقانون الدولي."
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الوثيقة مفاهيمية ولم تتم مناقشتها بشكل جدي داخل الحكومة. ومع ذلك، منذ نشر الوثائق، كانت ردود فعل المجتمع الإسرائيلي تجاه الخطة متباينة، حيث زعم البعض أنها اعتبار أمني مشروع، في حين يخشى آخرون من أنها ستزيد من عزلة إسرائيل عن المجتمع الدولي.
في الوضع الحالي، هل يعني هذا أن إسرائيل سوف تتبنى سياسات أكثر تطرفا في المستقبل للتعامل مع التهديدات الأمنية؟ وكيف ستؤثر ردود أفعال الأطراف المختلفة تجاه هذه السياسة على مستقبل عملية السلام في المنطقة؟