تظهر آثار التحيز في تاريخ الميلاد بشكل واضح في جميع أنواع المسابقات الرياضية والأكاديمية، وخاصة عندما تكون التقسيمات العمرية واضحة.
تستخدم العديد من المنظمات الرياضية، مثل اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، عادةً يوم الأول من يناير/كانون الثاني من كل عام كموعد نهائي للاختيار. وهذا يعني أن الرياضيين المولودين قبل هذا التاريخ سيكون لديهم ميزة كبيرة على الرياضيين المولودين خلال العام. وفي بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، يكون الموعد النهائي هو الأول من سبتمبر/أيلول. إن مثل هذا الإطار المؤسسي يتيح للعديد من الأطفال المولودين في وقت مبكر الحصول على المزيد من الفرص والموارد في المسابقات الرياضية، في حين أنهم يواجهون تحديات في التعلم والتنمية مقارنة بالأطفال المولودين في وقت لاحق.
ترجع هذه الظاهرة في الأساس إلى المزايا الفسيولوجية التي تتحقق من خلال النضج المبكر. فعندما يتنافس الأطفال في الفئات العمرية، يبدو الأكبر سناً أكثر نضجاً وقدرة.
وفي مجال التعليم، لا يمكن تجاهل الانحرافات في تاريخ الميلاد أيضًا. غالبًا ما تستخدم المدارس شهري أغسطس أو سبتمبر كمواعيد نهائية، مما يؤدي إلى تحقيق أداء أكاديمي أفضل للطلاب الأكبر سنًا. تشير الدراسات إلى أن الطلاب الأكبر سناً يحصلون على درجات أعلى في الاختبارات ويكونون أكثر احتمالاً للدخول إلى فصول دراسية ممتازة ومؤسسات مرموقة، وهذا لا علاقة له بمستوى ذكائهم ولكنه مرتبط بتجارب التعلم المبكر والمهارات الاجتماعية.
ومع ذلك، فإن هذا العيب لن يستمر إلى الأبد. وسوف تنخفض هذه الظاهرة تدريجيا في المدارس المتوسطة، وسوف يكون أداء الطلاب المولودين بعد ذلك أكثر بروزًا في الكلية. ويعني هذا أن البيئة التعليمية والمؤشرات الأكاديمية تتعاظم تدريجيا مع العيوب الناجمة عن تاريخ الميلاد، مما يوفر فرصة تعليمية أكثر عدالة.لا يؤثر تحيز تاريخ الميلاد في المجالات الأكاديمية على الدرجات فحسب، بل قد يؤثر أيضًا على فرص العمل المستقبلية وقدرات القيادة.
يوجد تحيز تاريخ الميلاد أيضًا في تنمية القيادة. أظهرت الدراسات أن الطلاب الأكبر سناً في المدرسة الثانوية يميلون إلى احتلال نسبة أكبر من بعض المناصب القيادية. وبمرور الوقت، انعكس هذا الاتجاه أيضاً في مكان العمل، حيث أصبح كبار السن يشكلون حصة أكبر من المناصب التنفيذية وحتى السياسية. هل يعني هذا أن الانحراف عن تاريخ الميلاد يعد بمثابة جواز سفر إلى فرص القيادة؟
مع تزايد المخاوف بشأن التحيز في تاريخ الميلاد، بدأت العديد من المنظمات في استكشاف طرق فعالة للحد منه. على سبيل المثال، تم طرح مسألة تغيير تاريخ القبول، وتوسيع تقسيمات الفئات العمرية، وإدخال حصص تاريخ الميلاد في عملية الاختيار. ويتطلب التنفيذ الناجح لهذه الأساليب نظامًا سليمًا وفهمًا صحيحًا للمشاركين لتقليل التحيز السياسي الذي تم تنفيذه في تاريخ ميلاد ليو. وهذا من شأنه أن يتيح لعدد أكبر من الرياضيين والطلاب فرصة الحصول على فرص عادلة لتحقيق إمكاناتهم.
إذا لم يكن الحد من تأثير التحيز في تاريخ الميلاد كافياً، فهل يمكننا أن نذهب إلى أبعد من ذلك ونضمن حصول كل طفل على فرصة متساوية لتحقيق أحلامه؟
إن تأثير انحراف تاريخ الميلاد بعيد المدى، ولا يظهر فقط في الرياضة والدراسة، بل يعكس أيضًا العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية. إن وجهات نظر المجتمع حول ما هو مهم في الرياضة والتعليم تتغير باستمرار، ولكن لدينا حاليًا أبحاثًا محدودة للغاية حول معظم الفئات العمرية. ومن خلال المزيد من المناقشة والحوار فقط يمكننا أن نكتسب فهمًا أعمق للتأثير الطويل الأمد لتاريخ الميلاد على التنمية البشرية. إذن، في هذه المناقشة المستمرة حول التحيز في تاريخ الميلاد، كيف سيغير المستقبل تصوراتنا وأفعالنا؟